This post is also available in: English
3 أعوام على الجريمة ..
مرّت ثلاث أعوام على تدمير الجسر المعلق في ديرالزور، هذا الجسر الذي ارتبط بذاكرة أهل الدير وزوارها، وكان قبيل الثورة وفي أيامها الأولى ممراً للأهالي بين ضفتي النهر، وملتقىً للأصدقاء والعشاق ومتنفساً للعائلات الديرية.
لم يعد يستطع شباب الدير القفز من ارتفاع عشرات الأمتار منطلقا من فوق النقطة الأعلى من الجسر باتجاه مياه نهر الفرات الهادرة ، متفاخرين أمام الناس ببطولاتهم الرياضية ومغامراتهم الخطرة .
فقد مرّت ثلاث سنوات على تدمير الجسر المعلق في ديرالزور في مايو/أيار عام 2013 بعد استهداف دعائمه الثلاثة بقذائف مدفعية قوت الأسد ، الأمر الذي تسبب في تدمير الأسلاك الحاملة لبدن الجسر وانهياره بشكل كامل ، وبقاء الدعامات الحاملة شاهداً على الجريمة.
ذكريات..
لا يخلو منزل في ديرالزور من صور أفراده ،إما أثناء قفزهم من المعلق للسباحة أو في سهرة على أطرافه مع العائلة أو في حفلات الزواج وحتى عبر لقاء عابر على جسده مع بعض الأصدقاء، بل أنه من عادات أهل الدير حين زفاف العروس يجب أن يأخذوها لتسير فوق الجسر أو المرور بجانبه.
تاريخياً ..
باشرت فرنسا بناء الجسر عام 1925 بإشراف المهندس الفرنسي ميسو فيفو ، ويبلغ طوله 476 متراً وعرضه حوالي 4،5 أمتار ، وارتفاعه 36 متراً, ويستند على أربعة قواعد تنبثق عنها أربع ركائز بطول 25 مترا لكل ركيزة ، ولم يكن يماثله في العالم سوى جسر جنوب فرنسا.
واستمر بناؤه ست سنوات ، ومات خلالها عدد من أبناء ديرالزور، وهناك من يذكر من كبار السن في ديرالزور أن بعض العمال سقطوا داخل الكتل الخرسانية التي تحمل الجسر أثناء سكب الإسمنت فيها ولا تزال جثثهم داخلها حتى الآن .
وفي عام 1947 أنير بالكهرباء ، وبقيت السيارات تمر عليه حتى عام 1980 تاريخ بناء جسر السياسية.
ثلاث سنوات على تدمير المعلق وعامان على تلوّنه بالأسود بعد تدنيسه من داعش التي سيطرت على ديرالزور في 20/7/2014 ،رغم ذلك , لا تزال دعائم ذلك الجسر تقف شاهدةً على همجية الأسد و تبقى تلك الدعائم معلقة بنياط قلوب الفراتين.