نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية مقالاً تناولت فيه ما يجري في مدينة البوكمال الواقعة بريف دير الزور الشرقي من سعي إيراني لزيادة نفوذ الميليشيات التابعة لها في المدينة، وسعيها أيضاً لإحداث تغيير أيديولوجي في صفوف سكان المدينة، كما سلطت الضوء على الصراع بين الروس والميليشيات التابعة لنظام الأسد من جهة، والميليشيات الإيرانية من جهة أخرى، في مسعى من الطرفين للسيطرة على المدينة الاستراتيجية.
وعنونت “الغارديان” مقالها “لا تزال الحرب مشتعلة في بلدة حدودية سورية في قلب طموح إيران الإقليمي”، وأوضحت أن البوكمال أصبحت البلدة الحدودية الأكثر استراتيجية في المنطقة، نظراً لأن من يسيطر عليها يمتلك قدرة استراتيجية كبيرة للتحكم بالأحداث على جانبي نهر الفرات بالقرب من الحدود العراقية، وعلى الطرق الرئيسية التي تربط العراق بسوريا.
وأشار التقرير إلى أن إيران تسعى منذ 30 عاماً لجعل “الهلال الشيعي” أمراً واقعاً، وعَمِلَ الجنرال الإيراني “قاسم سليماني”، قبل مقتله، على تأمين طريق دعم لميليشيا حزب الله اللبناني عبر سوريا، وكانت البوكمال المحطة السورية الأولى في ذلك الجسر، ومنذ ذلك الوقت اُستخدِمت المدينة كجسر عبور لنقل الأسلحة والأموال من العراق إلى سوريا، ما جعلها هدفاً لضربات جوية أصابت البوكمال ومداخلها وطرقها منذ سنوات بشكل مستمر.
وتناول التقرير سعي إيران لتجنيد أبناء المدينة ضمن ميليشياتها، وأشار إلى أنها جندت بالفعل عناصر محليين في اللواء 47 ينحدر معظمهم من قبيلتي المشاهدة والجغيفي، كما طرحت استياء السكان من ذلك الأمر، ونقلت على لسان أحد السكان وصفه أولئك المجندين بأنهم باعوا البلدة لإيران، وفعلوا ذلك بثمن بخس.
وتناول تقرير الغارديان أيضاً ما حدث في صفوف بعض سكان المدينة من اتجاه نحو التشيع الديني، وقالت على لسان أحد السكان أنهم باتوا يشاهدون أناساً يصلون مثل الشيعة، وهذا الأمر لم يكن موجوداً فبل سنوات قليلة.
وسلط التقرير الضوء أيضاً على عجز الميليشيات التابعة للنظام، المدعومة من الروس، عن فعل أي شيء في مواجهة ميليشيات إيران، وقال إنها مستاءة بالفعل لكنها لا تمتلك القدرة على فعل أي شيء نتيجة التغلغل الإيراني الكبير في المدينة.