بعد قدوم البغدادي إلى سوريا أجرى عدة تغيرات لبسط السيطرة على سوريا والعراق فعيّن أبو أسامة العراقي أميراً على الشرقية وأبعد أبو مارية القحطاني لريف دمشق بغية التخلص منه لوجود حاضنة شعببة قوية له في ديرالزور والكثير من الفصائل تكن له الود وعلى علاقة جيدة مع الجميع.
استلم أبو أسامة العراقي السلطة وسرعان ما أرسل خلف مسؤول التفخيخ والأمني أبو عمر قرداش، وسعى إلى اقصاء وتهميش دور الفصائل الأخرى وأبرز مثال على ذلك غزوة الشدادي التي قامت بها النصرة بمفردها.
رفض أبو أسامة مشاركة أو دخول أي فصيل في المعركة ومالبث أن زرع فكر الغلو في صفوف جبهة النصرة وتقريب العراقيين أكثر من الأنصار حيث جلب ابو علي قرداش وابو صهيب قرداش وابو انس العراقي وأبو محمد التونسي والكثيرين.
كان يسكن أبو أسامة العراقي في الشحيل وكان يكلف أبو عمر قرداش بمهام أمنية دون الرجوع إلى المسؤلين في الجبهة مثل أبو مصعب أو أبو محمد الشحيل فكان محور اهتمامه التخلص من كل قيادات الجيش الحر على عكس سياسة ابو مارية القحطاني التلطف والنصح وكسب الحاضنة الشعبية.
نهج أبو أسامة سياسة التكفير ومحاربة كل المخالفين، كذلك طلب البغدادي من الجولاني التفجير في تركيا وإرسال أحد قادة الفصائل في دير الزور لتفجير اجتماع للائتلاف والأركان.
غير أنه غيّر رأيه في التفجير بآخر لحظة بعد أن استشار أبو مارية على السكايب -كان حساب ابو مارية وقتها بإسم صبر الرجال- جلس ساعة طويلة حتى اقتنع الرجل بإلغاء العملية ورفض أمر البغدادي.
استجلب بعدها أبو أسامة أبو علي الأنباري إلى الشرقية لنشر الفتاوى التكفيرية والقتل وفق ما تتقضيه المصلحة وممارسة سياسة الإقصاء والاستفراد بالساحة.
بعدما كبر صيت جيش القعقاع وأصبحت له بصمة واضحة في أغلب المعارك في الميادين والمطار وغيرها، حاول أبو أسامة بفتوى من أبو علي الأنباري قتل علي مطر، خطط للمهمة بدون الرجوع لجماعة الجبهة الأنصار، فقام المدعو أبو عمر قرداش وأبو أنس العراقي وأحد الأنصار
بنصب الكمين له في الميادين قرب معمل الكونسورة. فتح أبو أنس نيران الرشاش بيكيسي على سيارة علي مطر وتوفي على الفور.
وفي عملية إغتيال أخرى لمأمون الجاسم المعروف بإسم شحوار موحسن والذي ذاع صيته كأحد قيادات الجيش الحر في المنطقة.
أفتى الأنباري وأمر ابو اسامة ونفّذ أبو عمر قرداش الفتوى بعبوة لاصقة استهدفت سيارة البيك آب التي كان يقودها ليلاً وهو خارج من الميادين، حيث كان لدى القادة العراقيين مقر سري قريب من سوق الغنم “الماكف” لا يعلم به سوى الأمنين وأبو أسامة.
إن سعي الأنصار في جبهة النصرة لحل المشكلة بين النجرس والقورية لكثير من المرات برهانٌ واضح على برائتهم من دم الفقيد علي مطر.
منذ أن أعلن البغدادي في التاسع من نيسان 2013 عن قيام ما سماها ( دولة الإسلام في العراق والشام) و نصب نفسه أميراً عليها، في المناطق التي سيطر عليها التنظيم في العراق، إضافة للمناطق التي تقع تحت سيطرة الجيش الحر و جبهة النصرة في سوريا، حاول أن يجعل المنطقة كاملة خاضعة لنفوذه وسلطته، عبر الاغتيالات لقادة الحر والنصرة التي يقف ورائها هؤلاء القادة العراقيين الذين جرّوا المنطقة لحرب دامت أكثر من ستة أشهر أسفرت على سيطرتهم الكاملة على المحافظة دون التقدم شبراً واحداً قي مناطق سيطرة النظام.