This post is also available in: English
حصدت الطالبة اليمامة مازن الجاسم ابنة محافظة ديرالزور، المرتبة الأولى في المرحلة الإعدادية على مستوى مدرستها في مقاطعة jönköping مدينة Aneby في السويد، الأمر الذي يؤهلها لدخول ثانوية الطب والهندسة المخصصة للمتفوقين في السويد، شبكة ديرالزور 24 إلتقت الطالبة بشكل خاص وتحدثت لها بالآتي :
أنا اليمامة مازن الجاسم، مواليد مدينة موحسن بريف ديرالزور الشرقي عام 2003، درست من الصف الأول إلى الصف الثالث في سوريا، ثم نزحت مع أهلي إلى تركيا بسبب القصف الذي كنا نتعرض له من قبل قوات الأسد، وكان مصيرنا في أحد المخيمات هناك، في المخيم لم يكن هناك مدارس، التحقت بحلقات تعليم القرآن ودروس لتعليم اللغة العربية يدرسها متطوعون في المخيم، وبعد وصولي إلى السويد مع عائلتي، خضعت لاختبار في مادة اللغة العربية لتقييم المرحلة التي تناسب معلوماتي وأدخلت في الصف السابع تبعاً لتمكني من اللغة العربية.
وتابعت:
أكبر تحدي لدي عندما دخلت إلى المدرسة كان اللغة، اللغة السويدية كانت شيء جديد لا أعرف عنه شيء، وهو سبيل التواصل الوحيد، ففي بداية الأمر طلبت من أبي أن يعيدني إلى المخيم لأنني كنت مثل الضائعة وسط مجتمع جديد مختلف عني كليّاََ ولا أتقن لغته، لكن أبي وأمي وقفا إلى جانبي وساعداني كثيراً لأتخطى هذه العقبة، بالإضافة إلى مساعدة المعلمين والإدارة في المدرسة، بفترة قصيرة ومع المثابرة أصبحت أمتلك رصيداً لابأس به من الكلمات يساعدني للتواصل مع أصدقائي والمدرسين، حاولت التأقلم مع المجتمع المدرسي السويدي لكن دون أن أقدم تنازلات فكان ديني و(حجابي) خط أحمر لا أسمح بالمساس به، فقد كنت أقوم بجميع الواجبات والأنشطة المدرسية وأنا أرتدي حجابي ولباسي الإسلامي، حيث في السنة الأولى واجهت الكثير من المواقف العنصرية في المدرسة من بعض الطلاب السويدين بسبب لباسي الإسلامي والحجاب، وبالرغم من جميع المشاكل التي واجهتها ,تمكنت من تكوين علاقات صداقة مع أقراني السويديين وتجاوزت تلك العقبات.
وأضافت:
تمكنت من التغلب على جميع الصعوبات التي واجهتني في المدرسة وفي مجتمعي الجديد، بوقوف عائلتي إلى جانبي وبمساعدة بعض الأصدقاء السويدين، فكان باستطاعتي مجاراة الطلاب السويديين في المنهاج، وفي السنة الأخيرة من المرحلة الإعدادية، وضعت نصب عيني التفوق والحصول على درجة تؤهلني لدخول المدرسة الثانوية للطب والهندسة، حيث يكون الدخول إلى هذه المدرسة حكراً على الطلاب الأوائل فقط، وبالجد والعمل الدؤوب تمكنت من تحصيل مجموع علامات جعلتني من الأوائل على المدرسة، وعليه فإن دخولي في مدرسة الطب والهندسة الثانوية هي مسألة وقت، تتعلق ببدء العام الدراسي الجديد.
في خضم هذا الإنجاز التعليمي الذي حصلت عليه اليمامة ,وجهت كلمة للأطفال السوريين في مواطن النزوح وبلاد المهجر قائلة:
أنا كطالبة سوريا متوفقة بالسويد أود أن أقول لكل طفل سوري محروم من التعليم أنكم أنتم السبب الأول وراء تفوقي، وأنتم الدافع لي لأحقق هدفي لأنني عشت ظروفكم كما أنتم تعيشونها الآن ومن قبل , وكان حصولي على قلم أو كرّاس هو أشبه بالحلم عندما كنت في المخيم، فكان ذلك حافزاََ لي لأني كنت أريد أن أوصل رسالتي للعالم أن أطفال سوريا مبدعين وبإمكانهم أن يصلوا إلى درجات عليا إذا وفرت لهم الظروف.
فنظام الأسد المجرم حرمنا من العدل والمساواة حتى على مستوى المدرسة، وهذا الشيء كان من شأنه طمس مواهب الأطفال وتسليط الضوء على أولاد المسؤولين حتى إن كانوا لا يستحقوا، بينما هنا في السويد، أحصل على حقوقي كاملة والقانون الذي يسري عليّ ذاته يسري على بنت المسؤول أو حتى الملك.
واختتمت اليمامة حديثها قائلةََ :
أتمنى أن أحقق حلمي وأن أتابع دراستي حتى أتخرج من الجامعة بدرجات عليا، والعودة إلى سوريا ومدينتي ديرالزور، من أجل أن نبنيها من الألف إلى الياء , نبنيها من جديد بعد زوال نظام الأسد منها، وأمنيتي أن أبني مدرسة تكون فيها القوانين والأنظمة كما هو الحال في مدارس السويد، قائمة على العدل والمساواة وإرساء مفاهيم بناءة من شأنها أن تبني جيل متفح ومتوازن بعيداً عن مخلفات أفكار الأسد.