خاص-ديرالزور24
انتهج تنظيم داعش منذ سيطرته على محافظة ديرالزور سياسة مصادرة الأملاك وضمها إلى ممتلكات التنظيم الخاصة , ومن ثم استخدماها بما يخدم التنظيم سواء على صعيد شخصي لعوائل القياديين أو العناصر بالتنظيم، أو استخدامها كمقرات وأبنية خاصة بالتنظيم , تحل المنازل في الدرجة الأولى على قائمة المصادرات، حيث يصبح المنزل وجميع محتوياته تحت قبضة التتنظيم، ويؤخذ بالقوة من ممالكيه الذين يمنعون من الإعتراض حتى بالكلام .
ماهي الأسباب الكامنة وراء مصادرة المنازل ؟
تعددت نوايا التنظيم بخصوص هذا الإجراء , ففي بعض الحالات يصادر المنزل كنوع من العقاب لمالكه، وفي بعض الأحيان تكون المصادرة لمصلحة التنظيم الخاصة بغض النظر عن الضرر الذي يصيب أصحاب المنزل، وأحيانا يكون القرار تعسفي متعلق ببعض عناصر التنظيم، كما يذكر أبو محمد وهو نازح من من مدينة دير الزور إلى إحدى قرى الريف الشرقي , يقول : نزحت أنا وزوجتي وأطفالي الأربعة إلى الريف الشرقي منذ أكثرمن سنتين، بعد أن قصف منزلي في المدينة، استأجرت المنزل في القرية منذ أيام سيطرة الجيش الحر، بقيت فيه إلى مابعد سيطرة داعش على المنطقة، وتحديدا بعد معركة الشدادي التي أدت الى انسحاب التنظيم منها، جاءت إلي دورية من التنظيم وأخبرني العناصر أن علي إخلاء المنزل خلال ثلاث أيام، وإلا سيخرجوني منه بالقوة، لأنهم يريدون أن يسكنوا عائلة أبوفلان المغربي المنسحب من الشدادي، لم ينغع استجدائي وتبريري أنه ليس لدي أي مأوى هنا , وفي اليوم الثالث أخرجت عائلتي وأغراضي من المنزل، وضعت بعض الحاجيات الصغيرة عندالجيران كأمانة، أما الأغراض الكبيرة كالبراد والغسالة والفراش , ظلت في الشارع إلى المغرب، مما أجبرني على بيعها بأقل من ربع قيمتها لأغادر أراضي الخلافة متجها إلى تركيا.
من هم الذين تصادر منازلهم ؟
يصادر التنظيم المنازل التي تعود ل :
- من يقيم خارج مناطق سيطرة التنظيم .
- من ينتمي للجيش الحر أو أي فصيل غير التنظيم .
- من يأخذ إذن سفر مقرون بالعودة ولا يعود .
- من ينتمي لأي تيار سياسي أو حتى رجل سياسة مستقل .
- من يقام عليه حد القصاص .
- ديوان العقارات
في بداية سيطرة التنظيم، كانجهاز الحسبة التابع للتنظيم يقوم بمصادرة الأملاك والمنازل من الأشخاص المنضوين تحت العقوبات، وفي وقت لاخق ومع نهاية عام 2014 تحديداً، أنشأ التنظيم مايعرف ب (ديوان العقارات ) الذي من مهامه الإشراف على بيع العقارات والأراضي مقابل مبالغ كبيرة تدفع للديوان كأجور، ويقوم أيضا بمصادرة المنازل التي تطبق عليها شروط التنظيم .
ردود الفعل عند مصادرة المنازل
تباينت ردود الفعل المتخذة من أصحاب المنازل المصادرة، فالأغلب يسلم للأمر خوفا من العواقب الوخيمة المعروفة لكل من يقول لا في وجه التنظيم المستبد، حدثت حالات غليان في بعض المناسبات وردود فعل قوية كما حدث مؤخرا في مدينة صبيخان في الريف الشرقي لديرالزور، فحسب الوضع العشائري للمنطقة، تبنى منازل الإخوة وأولاد العمومة بجانب بعضة ضمن مساحة جغرافية معينة مشكلة مايدعى “الحي ” لايسمحون للغريب يأن يسكن ضمن الحي حس العرف هناك، أراد التنظيم أن يصادر منزل ضمن حي من الأحياء، لأحد الإخوة أصحاب المنازل، مقيم خارج مناطق التنظيم، رفض الإخوة والأقارب تسليم المنزل مما أدى إلى اشتباك بالأيادي بين عناصر من داعش وشباب الحي انتهى بحصار الحي واعتقال الشباب ودكهم بالسجن ومصادرة المنزل .
وفي موقف مشابه، حدث في بداية سيطرة تنظيم داعش، أخبر التنظيم ساكني أحد المنزل أنه يتوجب عليهم مغادرة المنزل بلباسهم فقط، فالمنزل ومحتوياته أصبح ملك للتنظيم بسبب انتماء الوالد لأحد الفصائل المناهضة للتنظيم، كانت الأم وبناتها الثلاثة يسكنون المنزل، البنت الكبرى اعترضت العناصر وصرخت بوجههم، فماكان من أمير الدورية إلا أن رفع يده وصفعها، على مرأى من الجيران، ووضع مسدسه برأسها، مماأجبر الأم على أخذ البنات والفرار خوفا عليهم وترك البيت لعناصر التنظيم الذين جعلوا منه مقرا لإقامة العناصر العازبين من المهاجرين .
أفعال تنظيم داعش وممارساته الإستبدادية على أبناء داعش، تعيد للذاكرة نهج المخابرات الجوية والعسكرية لنظام الأسد التي كانت تطبق أحكامها الجائرة تحت شعار نفذ ثم اعترض , بل تجاوز الأمر تدابير وسلوكيات زبانية الأسد، حيث أن الإعتراض هنا مرفوض رفضا قاطعاً، فالأحكام مطبقة تحت شعارالإسلام، وكل من يعترض يحاكم كمرتد عن الدين الإسلامي ومصيره وحيد الموت .