This post is also available in: English
يمارس تنظيم داعش سياسة الترهيب بحق الأهالي في المناطق الخاضعة لسيطرته. رصيف22 تواصل مع ناشطين ومراسلين تابعين لشبكة دير الزور 24، ويعملون داخل سوريا وخارجها من أجل إعداد لائحة بعقوبات وحوادث متنوعة غريبة يطبّقها داعش على السوريين.
1ـ كيف يتم الحض على صلاة الجمعة؟
في قرية “الإبريهة” الواقعة في ريف محافظة دير الزور السورية، وبالتحديد في شهر أغسطس 2015، لاحظ داعش تغيّب الكثيرين من الرجال عن صلاة الجمعة، فقام عناصر الحسبة (الشرطة الإسلامية) بجولة في القرية، وأطلقوا الأعيرة النارية في الهواء، فتخوف الأهالي وخرجوا لرؤية ما يحدث، فاعتقل عناصر الحسبة جميع الرجال الذين خرجوا وكانوا نحو سبعين رجلاً.
وكانت عقوبتهم اقتيادهم إلى محيط مطار دير الزور العسكري حيث تدور معارك بين داعش وقوات النظام السوري، وإجبارهم على حفر الخنادق والممرات التي توصل إلى المطار، لمدة شهرين.
2ـ التجسس على النساء في منازلهنّ
أثناء مرور سيارة الحسبة في قرية “الطيانة” في ريف دير الزور الشرقي، في أغسطس 2015، شاهدت الدورية امرأة تقوم بتنظيف الحوش داخل منزلها (منازل المنطقة عبارة عن أحواش مفتوحة ومنخفضة الجدار)، فطرق أحد العناصر باب المنزل واعتقل زوجها واقتاده لحفر الخنادق في محيط مطار دير الزور العسكري، وذلك بتهمة أن زوجته ترتدي لباساً منزلياً لا لباساً شرعياً في حوش المنزل، وقد يمرّ أحد المارة بجانب المنزل ويراها.
3ـ جلد… والسبب محادثة مع خطيبته
في أغسطس 2015، اعتقل داعش الشاب “أحمد” بسبب محادثة بواسطة أحد تطبيقات جهازه الخليوي بينه وبين خطيبته المقيمة في تركيا. لم يقتنع التنظيم بأن الفتاة، وهي مثله من دير الزور، خطيبته رغم طلب الشاب منهم الاتصال بعائلته وعائلتها. اعتبر عناصر داعش أنه يقوم بالتواصل مع فتاة “أجنبية”، وكانت العقوبة جلد الشاب دون رجمه باعتبار أنه ليس متزوجاً بحسب الشريعة.
4ـ تهمتها الفسق لتواصلها مع زوجها المغترب
في سبتمبر 2015، أثناء مداهمة دورية الحسبة التابعة لداعش أحد مقاهي الإنترنت في بلدة “البوليل” في ريف دير الزور الشرقي، وفي القسم الخاص بالنساء، أقدم عنصران تابعان لداعش أحدهما تونسي الجنسية، على تفتيش الجهاز الخليوي لامرأة كانت تتواصل مع زوجها المغترب خارج سوريا.
وبعد رؤية صورة للمرأة أرسلتها لزوجها وهي ترتدي اللباس الداخلي، قام التونسي بتوبيخها واعتبر ذلك فسقاً حتى لو كانت مرسلة إلى زوجها، ما أثار غضب المرأة فصرخت في وجهه وقالت له إنه ليس من حقه تفتيش جهاز خاص بامرأة، فكان جوابه أنه معصوم عن أي خطأ لأنه مؤمن بتنظيم الدولة الإسلامية، ومع استمرار صراخ المرأة تركها، لكنه نعتها بأنها فاسقة وحذرها من الدخول إلى المقهى مرة ثانية.
5ـ أُعدمت بتهمة تواصلها مع شقيقها
في سبتمبر 2015، اعتقلت دورية تابعة لداعش فتاة في ريف دير الزور عمرها 22 سنة، وذلك على خلفية محادثة بينها وبين شقيقها الذي يقاتل في صفوف فصائل معارضة مسلحة غير داعش في ريف دمشق.
اعتُبر أن هذا التواصل هو تواصل مع مرتد، وبعد شهرين من اعتقالها أُعدمت رمياً بالرصاص وأُخبر أهلها بتنفيذ الحكم دون تسليم الجثة إليهم، على اعتبار أنها باتت في حكم المرتدين لتواصلها مع شقيقها الذي يعتبر مرتداً. وداعش لا يسلّم جثث مَن يعتبرهم مرتدين إلى أهلهم ويمنع دفنهم في مقابر المسلمين.
6ـ الإجبار على شراء اللباس الشرعي
أثناء عودة إحدى الفتيات من دمشق إلى مدينة الميادين (من أكبر معاقل داعش في ريف دير الزور)، برفقة شقيقها، قام أحد عناصر الحسبة وزوجته وهي من الحسبة النسائية، باقتيادهما إلى مقر الحسبة.
في البداية، ظنّت الفتاة أن سبب الاعتقال هو ارتداء شقيقها بنطال “جينز” فهي ترتدي الحجاب ولباساً مقبولاً، لكن تبين لها أنها هي السبب وذلك لعدم ارتدائها اللباس الشرعي المفروض من داعش، وهو عبارة عن عباءة فضفاضة ودرع فضفاض يغطي الرأس ويصل حتى أسفل الصدر وقماشة تغطي الوجه. وقد تم الاكتفاء بإجبارها على شراء اللباس الشرعي وثمنه 2500 ليرة سورية (7 دولارات).
7ـ 1500 جلدة لشاب ساعد امرأة مسنّة
اعتقل داعش شاباً من قرية “الجنينة” في ريف دير الزور الغربي بتهمة مساعدة امرأة مسنّة من أقربائه وإخراجها من حي الجورة في مدينة دير الزور وهو حيّ لا يزال النظام السوري يسيطر عليه، وذلك لأن صلة قرابته بها لا تُجيز له الاقتراب منها. وحُكم عليه بـ1500 جلدة، وطاف داعش خلال تنفيذها بالشاب في نحو ثلاثين قرية وفي كل قرية جُلد 50 جلدة، والغاية من ذلك هي أن يراه أهالي المنطقة وتكون عقوبته رادعاً لكل من يحاول الخروج عن قوانين داعش.
8ـ تهمة إطالة شعر الإبط والأظافر
في أغسطس 2015، كان شباب مراهقون يقفون أمام نهر في ريف دير الزور، ويرتدون قمصاناً داخلية، فاعتقلتهم دورية تابعة لداعش بتهمة إطالة شعر الإبط والأظافر. وقد عوقبوا بنقلهم إلى محيط مطار دير الزور العسكري وإجبارهم على حفر الخنادق التي يجهزها داعش لإعداد كمائن لجيش النظام السوري.
9ـ إعدام فتى كردي لرؤية العلم الكردي في هاتفه
أعدم داعش، في 22 ديسمبر 2015، الفتى “سيامند علي عثمان” البالغ من العمر 13 عاماً رمياً بالرصاص، بعد اعتقاله في مقهى “الصكَر” (مقهى انترنت) في بلدة “الصور” في ريف دير الزور.
فبعد تفتيش جهازه الخليوي ورؤية اتصال عبر تطبيق الواتس آب مع خاله المقيم في إقليم كردستان العراق والذي يضع صورة للعلم الكردي في “بروفايله”، تم اتهامه بالتواصل مع الأكراد، وحكم عليه بالإعدام رمياً بالرصاص ونُفّذ الحكم في ساحة السوق قرب محل والده الذي أٌصيب بنوبة قلبية ونقل إلى المستشفى.
10ـ مخالفة بحق والدة عريس لارتدائها الكعب العالي
أقدمت دورية الحسبة النسائية على دهم حفل زفاق في بلدة “الخشام” في ريف دير الزور، في يونيو 2015، وفرضت على أهل العريس غرامة قدرها عشرة آلاف ليرة سورية (25 دولاراً)، بتهمة ارتداء والدة العريس حذاءً بكعب عالٍ.
المصدر :
بقلم الصحفي: