صورة المقال تعبيرية
“حسين العلي” اسم معروف في عموم محافظة ديرالزور، لما له من صولات وجولات في عمليات التهريب المباركة من قبل الميليشيات الإيرانية.
يحمل “العلي” الجنسية السورية، وتعود تبعيته إلى عشيرة الجغايفة في بلدة الهري في ريف البوكمال شرقي ديرالزور، وكان يعمل في التهريب بين العراق وسوريا، ويملك أراضٍ على الشريط الحدودي مكنته من بناء علاقات بين الطرفين لتسيير أعماله.
مؤخراً ذاع اسم “العلي” على نطاق واسع بعد اشتباك نشب بين قوات من ميليشيات حزب الله العراقي مع أبناء “حسين العلي” قرب معبر السكك على الحدود العراقية السورية، ولم يتوقف النزاع إلا بتدخل شخصي من قائد الحرس الثوري الإيراني المدعو “الحاج عسكر”، حيث تعود أسباب الخلافات إلى شجار اندلع بين الطرفين على شحنة تهريب مشتركة بينهما.
وفي العودة إلى الوراء مؤخراً، وتحديداً في حقبة سيطرة داعش على ديرالزور، اعتقله التنظيم وأفرج عنه رغم معرفته السابقة بموالاته لنظام الأسد والميليشيات الإيرانية على الجانب العراقي، بل راح إلى أبعد من ذلك وسلمه أعمال التهريب قبل انسحابه ما أدى إلى توسيع شبكته ونفوذه.
عند زيارة القائد السابق للحرس الثوري الإيراني “قاسم سليماني” للبوكمال أقام في منزل حسين العلي، ومنحه دعماً كبيراً لمتابعة أعماله غير الشرعية، لدرجة أنّ الميليشيات الإيرانية أطلقت على “معبر السكك” التي افتتحته قرب البوكمال باسم “معبر حسين العلي”، وذلك لوقوعه على أراض تعود ملكيتها للمذكور.
كما منح بعض عقاراته لميليشيا الحرس الثوري الإيراني لتتخذها مقرات عسكرية وأمنية في المنطقة، ما أدى إلى تعرضها لغارات جوية من طائرات مسيرة.
المميزات التي منحها سليماني ل”العلي” استمرت منذ سنوات حتى الآن، فالعلي كان الرجل المنفذ لعمليات تهريب المخدرات والسلاح وقيادات داعش والدخان والحشيش والممنوعات على طرفي الحدود، وبدعم من الميليشيات الإيرانية في سوريا والعراق بشرط تقاسم الجزء الأكبر من الأرباح مع قادة ميليشيا الحرس الثوري الإيراني.
كانت العلاقات تسير بين الطرفين على ما يرام حتى زادت الخلافات مؤخراً حول مرابح الشحنات والنفوذ والسيطرة ووصلت إلى الاشتباك المسلح مؤخراً، ماينذر باقتراب الفصل الأخير من حكاية حسين العلي وأولاده.