This post is also available in: English
مفاوضات تسليم الرقة بدأت بعد دمارها بشكل شبه كامل
على الرغم من الهجمة المدمرة التي يشنها التحالف وقوات سوريا الديمقراطية ضد تنظيم داعش في الرقة، لم تستطع تلك العملية العسكرية أن تنهي وجود التنظيم داخل مدينة الرقة بعد مرور 4 أشهر على بدئها، حيث قُتل خلالها كثير من الضحايا الموجودين داخل المدينة، عدا عن دمار النسبة العظمى من المباني السكنية.
وقد بلغت خسائر القوات المهاجمة التي تنضوي جميعها تحت لواء قوات قسد أكثر من 4000 قتيل، ما عدا المصابين بجروح وإعاقات جسدية. لذا كان من الضروري السعي إلى إنهاء هذه المعاناة التي استنزفت الجميع؛ حيث انطلقت مفاوضات كانت في البداية غير معلنة جرت بشكل غير مباشر من قبل وجهاء من الرقة موجودين خارج المدينة مع بعض قيادات التنظيم التي تعتبر من أبناء الرقة موجودين داخل المدينة، واجتمعوا بقيادات من قوات التحالف وقسد في عين عيسى للعمل على تجنب مزيد من الدمار والقتلى، بحسب ما أكد مصدر خاص للرقة24، مشيراً إلى أن المفاوضات قد وصلت إلى مرحلة متقدمة وتم الاتفاق على النقاط الأساسية، التي من ضمنها السماح بخروج المدنيين وخروج عائلات المقاتلين على دفعات، يتخللها خروج مجموعات من المقاتلين، على ألا يتم التعرض لأي أحد منهم. وكان من المقرر أن يرافقهم أثناء الخروج وجهاء من أبناء الرقة كضمانة لهم إلى النقطة التي يتم الاتفاق عليها.
وأوضح المصدر أنه تم الطلب من قيادة قسد أن تكون المفاوضات مباشرة، وتمت الموافقة على الأمر، ووصلت المفاوضات بين قيادة قسد وقيادة التنظيم إلى اتفاق كامل يضمن الخروج الآمن للجميع من المدينة المحاصرة بالسلاح الخفيف إلى مناطق سيطرة التنظيم في البادية أو في دير الزور، على أن تقوم قسد بالطلب من طيران التحالف عدم التعرض للخارجين.
وأيضاً التنسيق مع قوات نظام الأسد والطيران الروسي على عدم التعرض لهم، كما حصل مع عناصر التنظيم الذين خرجوا من القلمون باتجاه البوكمال.
وقال المصدر: “كان من المفترض أن يتم التنفيذ منذ يومين، ولكن عندما تم عرض الاتفاق على الأمريكيين قوبل بالرفض، وطلب الأمريكيون وضع شروط جديدة تضمنت تسليم المقاتلين الأجانب في داعش أنفسهم مقابل السماح لعائلاتهم بالخروج الآمن من الرقة. أما بالنسبة للمقاتلين المتبقين من أبناء المدينة فيتم أخذ بصماتهم ويتعهدون بعدم القتال مجدداً أو الانضمام إلى التنظيم، على أن يكون الضامن لهم وجهاء المدينة”. وبحسب المصدر، تم تقدير العدد بـ 150 مقاتل تقريباً لايزالون داخل المدينة، وهم بالمعظم من أبناء الرقة المنتسبين للتنظيم. رفض التنظيم الشروط الأميركية على الرغم من أن المقاتلين المحليين كانت لديهم الرغبة في اتمام الاتفاق، ولكن الشروط التي وضعها الأمريكيون جعلت من المقاتلين الأجانب يهددون بنسف ما تبقى من المدينة من خلال المفخخات، والقضاء على باقي المدنيين الموجودين داخل المدينة، الأمر الذي سيتسبب بكارثة إضافية.
وبهذا انتهت المفاوضات بالفشل، وقد ظهرت نتائج ذلك بعودة القصف الكثيف على المدينة المحاصرة.
ولكن في تطور سريع تمت الموافقة على الاتفاق، وأبلغ وفد الوساطة بالحور إلى عين عيسى في الصباح، وبدأت بعض باصات نقل مقاتلي داعش بالتجمع في منطقة الأسدية شمالي الرقة لبدء تنفيذ الاتفاق المقرر من صباح الغد.
بالتوازي مع ذلك بدأ داعش بالسماح لبعض العائلات بالخروج من مدينة الرقة.
ويقول أحد المدنيين الذين خرجوا من المدينة المحاصرة أن حوالي 7000 مدني لايزالون داخل المدينة يعتمدون في تأمين طعامهم على ما تركه السكان الناجون من طعام داخل منازلهم. مشيراً إلى أن داعش سمح للأهالي بأخذ ما يريدون من أطعمة ومؤن من داخل تلك المنازل، بل واستباحتها إن أمكن شرط عدم التفكير بالخروج من المدينة. قائلاً: “المئات من جثث الأشخاص تحت الأنقاض، وهناك أحياء كاملة تم تدميرها، ورائحة الجثث تملأ المدينة، وأثناء القصف ننحشر جميعنا في مساحة لا تتجاوز الأمتار القليلة خوفاً من انهيار الأبنية التي نقطنها”.
ومن ناحية أعداد خسائر التنظيم أشار إلى أنه لا يمكن معرفة العدد الحقيقي، ولكن يمكن القول أن التنظيم فقد عدداً كبيراً أيضاً من مقاتليه.