This post is also available in: English
عندما بدأنا بالحديث عن مصابين دير الزور ونسيانهم من قبل المنظمات والهيئات الطبية والإنسانية، وحتى من قبل فصائلهم التي كانوا يقاتلون تحت رايتها في بعض الأحيان ، ونرى اليوم حالة ربما هي تنطبق على عدة فصائل، ألا وهي وجود حالات إصابة في فصيل معين دون أن تمد يد العون لهم، أو بعض الدعم لتحمل عبء علاجهم ليبقوا هؤلاء المصابين في المقر الخاص بالفصيل في الوقت الذي يجب فيه أن يكونوا في مستشفيات تركيا أسوةً بباقي رفاقهم.
الفلاح والمقاتل المصاب
صالح البدران في عقده الرابع فلاح بسيط لكنه على دراية تامة بنظام الأسد الفاسد وكغيره من أبناء دير الزور كان ينتظر الشرارة ليصرخ في المظاهرات التي انطلقت تطالب بإسقاط الأسد، ومع تحول الثورة إلى مسلحة وبالتزامن مع ملاحقته أمنياً اختار البدران الانضمام للجيش الحر والدفاع عن أرضه، والتي طالما رواها بعرقه حيث كان أواخر عام ٢٠١٢ بداية مرحلة جديدة في حياة البدران، والتي توجها بعدة انتصارات على قوات النظام في محافظته فهو لم يتواني عن المشاركة في أغلب معارك الحر مع النظام فيها.
فضل صالح الخروج من دير الزور على البقاء تحت حكم داعش، واتجه إلى الشمال السوري ليكمل مسيرته القتالية ضد الأسد فكسر الأسد في الشمال يضعفه في الشرق والجنوب فالمعركة واحدة سواء أكانت في الشرقية او إدلب على حسب رأيه، اندفاع البدران وتصدره الخطوط الأولى للهجوم كان سبباً بإصابته، وكان شهر آذار / مارس من عام ٢٠١٥ شهراً مأساوياً بالنسبة له ورفاقه، حيث أصيب البدران بلغم أرضي كان قد داس عليه أثناء اقتحامه مع بعض رفاقه في جبل التركمان في جبهة الساحل ليفقد ساقه على الفور ، وأسعف البدران إلى مستشفى “اليمضية” في الساحل ليبقى فيها أسبوع ويتم تخريجه فوراً إلى مقر الكتيبة التي كان يقاتل فيها، وكان من المفترض أن يتوجه البدران إلى تركيا لتلقي العلاج، ولكن ذلك لم يحصل بسبب إغلاق السلطات التركية الحدود مع سوريا، مما اضطر صالح للبقاء في المقر والذي يفتقر لإبسط المقومات الصحية .
وكان قد خضع لعملية جراحية داخل المناطق المحررة ولكن هذه المرة كانت في محافظة إدلب في مدينة سراقب، وكانت عملية تصليح بتر، ليس صالح الوحيد في هذا الفصيل والذي تعرض لإعاقة دائمة خلال معارك أبناء الشرقية في الشمال السوري، ولا يستطيع ليتركوا للنسيان، موسى محمد الكلود، لم تثنيه إصابته الأولى في دير الزورعن متابعة القتال ضد قوات الأسد بل زادته إصراراً على ذلك،واستمر حتى لحظة خروجه من دير الزور باتجاه الشمال، وشارك في اغلب معارك الشرقية مع النظام ليأتي اليوم الذي أصيب فيه الكلود بطلق ناري في الرأس،فأدت إلى إصابته بشلل نصفي واعتزال ساحات القتال والبقاء في المقر دون الخضوع لأي عمل جراحي بالخارج .
بحاجة لميزانية مستقلة
دير الزور 24 تواصلت مع أبو رعد قائد كتيبة عبد الله بن الزبير وأفاد : إنّ تعداد كتيبتنا لا يتجاوز الثلاثين مقاتلاً، وأصيب منهم ثلاثة بإعاقات مستديمة ناهيك عن الشهداء والإصابات البسيطة . ليست المشكلة في الإصابة فهذا قدرنا ولكن هذه الإصابات لا يجب أن تبقى بالمقر فهم يجب أن يخرجوا إلى الحدود التركية والبقاء في مستشفيات أو دور استشفاء لتلقي العلاج الطبيعي.
يكمل أبو رعد: نحن كفصيل مقاتل موجود على الأرض لا نتلقى دعماً بشكل مستمر، ويكاد يكون معدوم وفي حال الحصول على الدعم يتم اقتطاع ما يلزم لهؤلاء المصابين، ولكن هذا لا يكفي فهم بحاجة إلى ميزانية مستقلة لتأمين تكاليف العلاج فحاجتهم للدواء ملحة في زمن قلة فيه الأدوية وارتفعت أسعارها، هذا أن وجدت، ناهيك عن جلسات العلاج الفيزيائي المتخصص.
فالمشافي الميدانية تعمل وتقدم حسب استطاعتها فنحن أدرى بحالهم ،وأما فيما يخص المنظمات والهيئات الطبية، يضيف أبو رعد:
لم أسمع عن أي منظمة أو هيئة حاولت الوصول إلينا أو السؤال عن طريق الإنترنت أو الهاتف عن وضع المصابين في هذه المناطق وهذه المهمة تقع على عاتق الناشطين في بلاد الجوار وأخص بالذكر أبناء دير الزور.