ياسيمن المشعان – ديرالزور24
الاتساق، الشحوب الناتج عن عوامل المناخ، الشعار الأزرق الباهت ( U N )، كلها عوامل تؤثر على الانطباع للوهلة الأولى ثم لا تلبث أن تتغير بعد أن نتعرف على الحكايا الساكنة تحت الخيام.
مخيم سروج لايختلف كثيرا عن باقي المخيمات تتشابه مآسيه مع مخيم تل أبيض
ولكن هناك اختلاف فمعظم قاطني هذا المخيم قدموا من مخيم ديريك والأغلبية من ريف ديرالزور الشرقي الذين ضاقت بهم الأرض بما وسعت بعد اشتداد القصف عليهم فلجأوا إلى تركيا.
مياه قليلة
هناك تقنين كبير في المياه والتي تأتي ثلاث مرات في اليوم حسب مايقول محمد وكل مرة ساعة تتوزع على مدار اليوم ساعة صباحا وساعة ظهرا وساعة مساء.
يقول محمد، ثلاث ساعات قد تكون شبه مقبولة في فصل الشتاء ولكن الصيف قادم كما أن المرافق كالحمامات والغسالات أصبحت سيئة جدا بسبب ذلك لا يمكن احتمال عدم نظافتها والروائح الكريهة المنبعثة منها، أما الملابس فتعود متسخة كما ذهبت لافرق كبير.
التعليم
يشتكي محمد من سوء التعليم فمعظم الأطفال مازالوا لايعرفون القراءة والكتابة جئنا من أجل تدريسهم وتعليمهم بعد أن أغلقت المدارس في ديرالزور، لكن هنا الوضع مشابه فذهابه مثل عدمه أصبح مجرد اعتياد.
واقع طبي
المشكلة الأكبر التي يواجهونها هي الموضوع الصحي ولأن معظمهم قدم من مخيم ديريك اي من ولاية أخرى هذا يعني أن قيدوهم لازالت هناك وعليه كما يقول محمد هناك 2000شخص لاتوجد لهم ارقام طبية في سيستم أو نظام المشفى مما يستوجب لجوءهم إلى العيادات الخاصة أو المراكز الطبية خارج المخيم كما يشتكي محمد أيضا من بطء صرف العلاج الطبي فالمريض يبقى يومين او اكثر حتى يصله دواءه
خيمة صغيرة وعائلة كبيرة
قد تحتوي بعض الخيام إلى أكثر من عشر أشخاص وهي بالأساس لا تستوعب أكثر من خمسة والمشكلة إذا كانوا من شباب وبنات كبار فلا مشكلة كبيرة مع الأطفال الصغار.
مشكلة هذه الخيام وهذه المخيمات عموما أنها خصصت لأزمة بسيطة مدتها أشهر بعض قاطنيها الآن على أعتاب السنة الخامسة ولاتغير يذكر على ماهيتها أو عن أحوالنا.
الأمور تزداد سوءا يوما بعد يوم فإن كان لابد من الانتظار دعونا نقوم نحن بتحسين اوضاعنا
لاتختلف المعاملة السيئة لبعض المشرفين على هذا المخيم عن مخيم سليمان شاه فالنظرة الفوقية التي نعانيها منهم ونظرة الازدراء احيانا تجعلنا نتمنى الموت الف مرة
فهل يبقى حالنا هكذا كما أن أسعار المواد الغذائية في المولات مرتفعة جدا ولاتكفي نصف احتياجاتنا.
محمد يوجه رسالة يقول لو نأمن غدر الطائرات وقصفها لما بقينا هنا لساعة فنحن في بلادنا لانجوع ونهر الفرات بجوارنا لانظمأ دعوني أعود لقريتي وسوف ترون ماذا أفعل لست بحاجة إلى اغاثتكم هناك ولكني بسبب أطفالي جئت
هم أهلنا وناسنا هم فخرنا وجعهم وجعنا ليس لهم معين إلا الله جل في علاه بعضهم فقد كل مايملك والبعض الآخر فقد كل أحبته وبحث في جوار الأقارب عن سلوى.
ليسوا اقطاعيين أو أصحاب ثروات ليقطنوا في المدن ليسوا لصوصا أو تجار ثورة ليسوا انتهازيين ربما وجدوا تحت خيامهم بعضا من كرامة تغنيهم عن التسول.