محاصيل القمح والشعير .. بعد سنوات عجاف تحرق في ظروف غامضة !
الكثيرون شاهدوا حجم الحرائق التي طالت محاصيل القمح والشعير في أراضِِ شاسعة من شرق سوريا خصوصاً في محافظتي ديرالزور والرقة , محاصيل أتعبت الفلاحين الذين انتظروها حتى تنضج .. وقتاََ طويلاََ مليئاََ بالموت والقصف والمخاطرة والألغام وكل أنواع الخوف.
تكللت تلك المثابرة التي صبر عليها الفلاحون .. بالنجاح حتى شاهدوا حقولهم قد أينعت وحان وقت الحصاد ولكن وكما يقال باللهجة المحلية ” بليلة مابيها نجوم ” استفاق العشرات منهم ليجدوا المئات من تلك الهكتارات قد احترقت وضاع الناس في حيرة من أمرهم , والحزن يعتري قلوبهم .
من حرق تلك المحاصيل ؟
أعلنت قوات سوريا الديمقراطية قبل وقت مبكر عن نيتها شراء كل أنواع القمح والشعير من الفلاحين في شرق سوريا , وبالرغم من تحكّمها بالأسعار وإجحاف واضح بحق المجهود والجودة التي يقدمها الفلاح حينما يعرض تلك الحبوب للبيع , إلا أنه وفي النهاية لا بد للفلاح أن يبيع من أجل أن يعيش , لأنه لا يملك أي مقومات اخرى للعيش سوى أن يبيع ما تجنيه يديه من أعمال الزراعة . المقوّم الأساسي للأهالي في المنطقة .
في تلك الفترة التي توصّل فيها قسم كبير من الأهالي وقسد لاتفاق على البيع والشراء , كانت ولا تزال جيوب داعش الخفية تنشط في المنطقة وكذلك الأمر عملاء سريون تابعون لنظام الأسد والميليشيات الإيرانية يتخفون في تلك المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية والذين أيضاََ ينفذون أجندة بكل هدوء ولا يعرفون لصالح أسيادهم من خلال خلط الأوراق .. هذه التحركات كلها جاء ضحيتها الفلاح الذي انتظر موسمه لكي يكتمل حتى يقوم بتصديره لقسد بالرغم من الإتفاق المجحف الذي توصلوا له سابقاََ.
قسد ليست بريئة مما حصل , فالكثير ممن خسر محاصيله تكلموا أمام الجميع أنهم ناشدوا قوات سوريا الديمقراطية بتشكيل فرقاََ خاصة بإطفاء تلك الحرائق منذ البداية , لكن لم يتم التجاوب مع تلك المطالب وتم تطنيشها وطيّها وكأنها لا تهمهم بالرغم أن القسم الأكبر من تلك الحرائق وقعت في المناطق التي تسيطر عليها قسد . فكل الحرائق التي طالت تلك المحاصيل , تم إخماد نيرانها بمجهود وتكاتف الأهالي والجيران فيما بينهم وبأبسط الإمكانيات التي مع الأسف لم تفلح في غالب الأمر لإخمادها كلياََ.
من سيعوضهم ؟
من البديهي جداََ ومن السهل إحصاء تلك الأراضي والمساحات التي تضررت بفعل الحرائق , فليس هناك عاقل يصدق أي ضرب من الروايات التي تتحدث عن افتعال تلك الحرائق من قبل الأهالي .. فكيف لشخص أن يحرق منزله ويصبح في العراء لكي يحصل على تعويض لمنزل جديد ؟؟؟
كذلك الأمر فيما حصل بحق المزارعين ممن خسروا تلك المحاصيل بين ليلة وضحاها .. خسروا مجهوداََ كلفّهم مئات الآلاف من الليرات السورية , وباعتبار المنطقة الشرقية وخصوصاًً محافظة ديرالزور محافظة نفطية وخيراتها وفيرة , فمن الواجب على الجهات الرسمية في المحافظة أن تقوم بتعويض المتضريين عما خسروا بعد إحصاء تلك الخسائر بل ودثر تلك الحادثة باتفاق جديد يوضح فيه النوايا الحسنة التي لطالما تسعى قسد لتقديمها على عكس الأفعال الظاهرة والتي تثبت العكس . فإذا ما صدقت قسد ولو لمرة فيما تروج له , فعليها أن تقوم بتعويض المتضررين بكل ما خسروه من محاصيلهم. وإن لم تفعل , فكيف لها أن تتصرف بثروات المحافظة التي تصدّر حتى لنظام الأسد منذ عام ٢٠١٧ وحتى اليوم , وعلى مستوى خسائر مستحقة لسكّان المنطقة لا يتم الإلتفات لها وتعويضهم ؟
عمر أبو ليلى مدير شبكة ديرالزور24