This post is also available in: English
.
بينما العالم يحتفل بأعياد الميلاد المجيد، تغيب كنائس ومسحيي ديرالزور عن هذه الإحتفالات بعد أن هُجّر المسحيون من أبنائها نتيجة القصف الهمجي من قوات الأسد وسيطرة تنظيم داعش على أجزاء واسعة من المدينة، فمنذ سنوات لم يصل بابا نويل إلى المدينة ولم تقرع أجراس كنيسة شهداء الأرمن ابتهاجاً بأعياد الميلاد.
.
مدينة ديرالزور التي كان يسكنها أكثر من 1450 مسيحي من إجمالي سكانها البالغ 490 ألف نسمة غالبيتهم من الأرمن، لكن الجميع هاجرها في أواسط عام 2012 بعد أن بدأت العمليات العسكرية داخل المحافظة, متجهين إلى مناطق أكثر أماناً مثل دمشق ولبنان ودول أوربا.
.
ويعود سبب هجرة مسيحيي ديرالزور مدينتهم إلى ثلاث أسباب رئيسية، أولها الخوف من القصف العشوائي على منازل المدنيين من قبل قوات الأسد ،إضافة لاستمرار العمليات العسكرية داخلها وبدء ظهور علامات أسلمة الثورة ،وتنامي قوى الجماعات الإسلامية الراديكالية والتي كانت مصدر خوف حقيقي هدد وجودهم الدائم.
.
الأمر أخذ مناحي أخرى مع ازدياد نفوذ الجماعات الإسلامية في المحافظة، حيث قامت جبهة النصرة بتفجير عدد من الكنائس في المحافظة منها كنيسة “يوحنا بعكا ” في مدينة البوكمال شرق ديرالزور وكنيسة “يسوع الملك للآباء الكبوشين” في مدينة ديرالزور, وبعد سيطرة تنظيم داعش بداية الشهر السابع عام 2014 ودخوله مدينة ديرالزور, قام التنظيم في شهر أيلول من العام نفسه بتفجير كنيسة شهداء الأرمن التي تعد من أهم المعالم التاريخية والمسيحية في المنطقة الشرقية, وقام التنظيم بمصادرة ممتلكات العائلات المسيحية وكتب عليها ملك خاص “بالدولة الإسلامية”.
.
ماريا , أحد الناشطات المسيحيات من أبناء ديرالزور قالت في تصريح خاص لـ ديرالزور 24 “مع سيطرة داعش على ديرالزور أواسط عام 2014 لم يكن في المحافظة سوى عائلتين مسيحيتين، الأولى في مدينة الميادين والثانية داخل أحياء مدينة ديرالزور المحررة “.
.
وأضافت ماريا ” أن التنظيم قام بتخيير هاتين العائلتين بين إعلان إسلامها أو دفع الجزية أو مغادرة أماكن سيطرته فآثرت هذه العائلات على غادرة مناطق سيطرة داعش الذي صادر جميع ممتلكاتها بعد مغادرتها أراضيه”.
.
أهالي ديرالزور يرون أن مدينتهم خسرت جزء مهم من أجزائها وهم المسيحيون، الذين كانوا جزء من تاريخ وثقافة المدينة التي احتضنتهم فيما سبق، كما يرى نشطاء المحافظة أن العودة في هذه الظروف باتت شبه مستحيلة مع استمرار سيطرة التنظيمات المتطرفة على مناطقهم واستمرار القصف والقتل من قبل قوات الأسد والميليشيات المساندة لها.
كنيسة شهداء الأرمن في ديرالزور