فتح روما، باقية وتتمدد، وغيرها من الشعارات الرنانة التي باعها تنظيم داعش لأنصاره خلال حملاته الدعائية وإصداراته المتكررة لتسويق قوته ونفسه، على أنه دولة لها ركيزة، مستهدفاً أصحاب التوجه المتطرف لزجهم في محرقة معاركه الخاسرة حتما لمواجهة الشعوب والقوى الدولية.
لا يزال تنظيم داعش يتّبع نفس الأسلوب من الخداع رغم انتكاساته المتكررة، وتعرضه للهزائم، وانهياره الذي شهده العالم في الباغوز وغيرها من المدن السورية والعراقية.
أصدر مؤخراً تنظيم داعش “الاستنزاف 4” بعد ثلاثة أجزاء من دعايته عن ما سماها عمليات لخلايا ضد ما يسميه “الملاحدة والكفرة والمرتدين”، لكن لو تابعنا إصداره الأخير سنجد أن الضحايا مدنيين وبعض المقاطع مكررة من إصدارات سابقة استخدمها التنظيم للحشو ولإكمال مادته المفتقرة للقوة والمنقوصة بأهم ما يريده مناصروه وهو السيطرة والنهوض من جديد، لكن التنظيم يتغاضى عن واقعه المأزوم بالهزائم ويقفز عن حقيقته بخليفة قُتل وآخر هارب تلاحقه طائرات التحالف وقادة من الصف الأول والثاني أصبحوا تحت التراب وخلف القضبان.
استفتح التنظيم إصداره الأخير بفيروس كورونا كعذاب أرسله الله لدول الكفر، بينما الوباء يفتك بكل الشعوب، ومنهم المسلمين، ودول الشرق الأوسط، التي عانت كسائر الدول من انتشار كورونا، حيث هاجم الفيروس الأجساد دون تفريق وتمييز بين مسلم وديانة أخرى. والملفت أن التنظيم يستغفل مناصريه بأن كورونا ينتقم من العالم لأجله، فما رده عن اندحاره وسقوط المئات منه قتلى، وأسر الآلاف منهم خلف القبضان، ولماذا لم يدرجه كعذاب لتنظيم بطش بالمدنيين وسخر الأطفال بعملياته الانتحارية وخطف النساء وباعهن بسوق النخاسة وتاجر بهن؟
“الاستنزاف 4” معظم مشاهده تتركز على عمليات ضد أفراد ليسوا عسكريين بل تحت تهم جاهزة “مخبر وعميل وجاسوس ومرتد” فالتنظيم يصيغ التهم ويحاكم عليها ثم يرسلها لأنصاره كإنجاز! لكن غاب عنه أن المئات من جنوده يتوسلون يومياً الخروج من السجون، ونساء التنظيم يناشدونه لإخراجهن دون استطاعته أن يحرك ساكناً، لأنه يعلم جيداً قوته وحجمها وقدراته المنتهية، فيلجأ لعمليات صغيرة متفرقة مشتتة ضد أناس قد لا يعرفون السلاح يوماً ويروجها كانتصار.
داعش ومتحدثه أبو حمزة القرشي يبيع الكلام المنمق ويظن أن هناك من يسمعه ويصدقه عن الادعاء بالقوة والسيطرة من جديد بينما إصداره أصبح واضحاً للعيان بأنه لا يعكس حقيقته ويطابق ما يقوله المثل الشعبي “الطبل بدوما والعرس بحرستا”