غضب الفرات هو الإسم الذي اتخذته قوات سورية الديموقراطية “قسد“، وحلفائها من بعض الفصائل المحلية لعملية عزل محافظة الرقة وحصار تنظيم داعش فيها.
العملية اقتضت قطع طريق ديرالزور _ الرقة، من منطقة استراتيجية بهدف منع وصول تعزيزات لقوات داعش في الرقة أو انسحاب قواتها وعناصرها منها، في حال خسارتها للمعركة.
هذه الخطوة ما كانت لتتم لولا وجود فصائل محلية تساعد قوات “قسد” المرفوضة شعبياً في تلك المناطق، هذه القوات هي التي خاضت معارك ريف ديرالزور الغربي خاصة في الجهة الشمالية، حيث تقدمت قوات النخبة الجناح العسكري لتيار الغد، بقيادة الجربا وكذلك المجلس العسكري لديرالزور بقيادة أبو خولة،التي تعمل مع قوات “قسد” ويوجد بينها تنسيق عالي المستوى.
تقدم هذه الفصائل في الجهة الشمالية الغربية، مكنها من السيطرة على مناطق أبو خشب وجروان شمال غرب محافظة ديرالزور، تحت غطاء جوي من طيران التحالف الذي مهد لتقدم تلك القوات.
هذا التقدم في شمال غرب المحافظة يضع المنطقة تحت سيناريوهات مختلفة.
أول هذه السيناريوهات هو فتح الفصائل المشاركة مع قسد، خاصة مجلس ديرالزور العسكري معركة من مكان سيطرة “قسد” باتجاه مدينة ديرالزور وريفها الغربي، بهدف السيطرة عليها، هذه المعركة قد تقف عند حدود معينة، بسبب قلة العنصر البشري لدى هذه القوات و قلة عديدها وتسليحها.
أما السيناريو الثاني المحتمل فيتمثل بتشكيل مليشيا موالية لقوات الأسد، قد تجد في لواء الباقر الإيراني الذي يعمل معه نواف البشير، شريكا لها لتقدم والسيطرة على ريف ديرالزور وفك الحصار عن قوات الأسد، المتواجدة هناك لكن هذا المشروع له عقبات كثيرة قد تواجهه، أولها انه لا يحظى بقبول الأهالي بشكل مطلق.
ثانيا قد يشهد دخول تلك القوات عائقا آخر يتمثل في مقاومة الأهالي لها، وربما انضمامهم لداعش في مواجهة المليشيات الموالية للأسد.
أما السيناريو الثالث هو وجود إرادة دولية لتحرير المحافظة، على يد الفصائل المشكلة من أبناءها والذين ينتشرون على عدة مكونات عسكرية، منها جيش أسود الشرقية وقوات مغاوير الثورة وأحرار الشرقية وهذا أحتمال ضعيف، لعدة أسباب أهمها غياب التنسيق فيما بينها والفواصل الجغرافية وغياب الخطط الواضحة لها.
رغم جميع تلك الاحتمالات يبقى أمر تحرير محافظة ديرالزور على أيدي ابنائها، الظامن الوحيد لرضى أهالي المنطقة وهو الإحتمال الأقل ضرراً بهم وما عداه من تقدم قسد أو النظام، سيدفع أهالي المحافظة للوقوف مع التنظيم ضد هؤلاء، أو الوقوف بموقف الحياد مما يجري وذلك سيجعل من دخول أي قوى أخرى إلى المحافظة أمرا صعباً لعدم توافر الحاضنة الشعبية.