This post is also available in: English
حسين السلطان والمعروف بأبو غنام ابن قرية أبو حمام في منطقة الشعيطات بريف دير الزور الشرقي، كغيره من أبناء منطقته هاجر إلى الكويت لتأمين لقمة العيش ولكنه لم ينسى أبداً واجبه اتجاه وطنه، حيث التحق بركب الثورة منذ اللحظة الأولى حيث شاءت الصدف أن يتواجد في ديرالزور في تلك الأثناء.
وفور انطلاق الثورة بدأ أبو غنام بتنظيم المظاهرات المطالبة بإسقاط في منطقة الشعيطات ، استمر أبو غنام بتنظيم المظاهرات وبدأ بالتنسيق مع باقي القرى المحيطة لتوسيع رقعة التظاهر، وكان أبو غنام يمثل أبناء منطقته في تلك الأوقات في الاجتماعات التي تتم للتخطيط والتنسيق لما عرف عنه من شجاعة وبسالة وعقل راجح.
عرف أبو غنام في ريف دير الزور فهم لم يكن يعمل بالخفاء مما جعله عرضة لمحاولات اعتقال من قبل النظام وجعله على رأس المطلوبين في منطقة الشعيطات حيث أرسل النظام عدة حملات مداهمة لقرى الشعيطات وكان منزله على رأس تلك المنازل التي دوهمت وكسرت وسرقت محتوياتها كما قام النظام بمصادرة سيارته الخاصة بعد أن فشلوا مراراً وتكراراً بالقبض عليه.
تزايدت وتيرة الأحداث في دير الزور وفرض استخدام السلاح ضد المتظاهرين من قبل عناصر نظام الأسد، مما استدعى من أبو غنام التحول من التظاهر السلمي إلى العسكري في محاولة منه لحماية أخوانه المتظاهرين ومنع قوات النظام من الوصول الى ساحات التظاهر، وبدأ أبو غنام بالتنسيق مع بعض القادة في القرى المحاورة ومنهم أبو محمد سليم في مدينة الشحيل وعملوا على توجيه ضربات قوية لحواجز النظام وثكناته في الميادين والبصيرة والطيانة وحقل التنك بريف ديرالزور الشرقي.
كانت في البداية عمليات خجولة تقتصر على إشغال عناصر النظام لشح الذخيرة والسلاح وانعدام التمويل وقلة الأشخاص المقاتلين ، ومع ارتفاع وتيرة الأعمال العسكرية في المنطقة دعي أبو غنام لتشكيل كيان عسكري للتصدي لحملات النظام وتحرير المدينة فكان أحد المؤسسين لكتيبة أسود الجزيرة والفرات حيث تعتبر من أوائل الكتائب المقاتلة في دير الزور وساهمت هذه الكتيبة بتحرير عدد من القرى في ريف دير الزور لحين تشكيل لواء جعفر الطيار الذي تشكل من اتحاد بعض الكتائب وعلى رأسهم كتيبة الحمزة بقيادة أبو غنام حيث شاركا اللواء في جميع المعارك وتحرير نقاط كثيرة في دير الزور.
لم يتوانى النظام عن استخدام أي طريقة لاعتقال أو اغتيال أبو غنام حيث جند بعض ضعيفي النفوس في المنطقة لاغتياله ،حيث كانت البداية عام ٢٠١٢ عندما قام مجهولين على دراجة نارية بإطلاق النار عليه في إحدى القرى ولكن دون أن يصاب بأذى، استمر النظام بمحاولة اغتياله حيث قام أشخاص مجهولين بإلقاء عبوة ناسفة عندما كان في اجتماع بمنزل احد القادة في منطقة الشعيطات حيث أصيب ابو غنام إصابات خفيفة لم يفكر ابو غنام بالتراجع او التخلي عن قضيته رغم محاولات الاغتيال والمضايقات، كان حاضراً في اغلب المعارك وشارك بتحرير بعض القرى والحواجز
موقع الكبر النووي والذي شهد معارك حامية الوطيس كان المحطة الأخيرة لأبو غنام حيث كان حاضراً في معركة التحرير ليشهد تحرير منطقة أخرى في مشواره لتحرير سوريا بالكامل إلا أن النظام كان قد زرع المنطقة بالألغام لينفجر لغم بأبي غنام ويرديه شهيداً ومعه ابن أخيه عام ٢٠١٣ ولتنتهي حياة ثائر صادق ناصر ثورة شعبه.