عرفه اللبنانيون قبل السوريون، أفعاله أوصلته إلى مقاعد الاستجواب في المحاكم الدولية، كما أُدرج اسمهُ على اللائحة الأمريكية السوداء للإشتباه بدعمه للإرهاب وزعزعة أمن لبنان.
جامع كامل جامع ابن قرية زاما في مدينة جبلة الساحلية مواليد عام 1954 لمع اسمه للمرة الأولى في العام 1985 في بيروت.
وبدأ يأخذ اسمه طابعاً في النفوس ،فتسلّم قوات الفصل بين الحزب التقدمي الاشتراكي وحركة أمل “حرب العلميين” ولم يلبث جامع أن انتقل إلى إدارة “مفرزة المدينة” في منطقة( النويري) ثم رئيساً لمفرزة أمن الضاحية الجنوبية ببيروت.
ومع انتقال اللواء (رستم غزالة)، لرئاسة جهاز الأمن والاستطلاع قام بتعيين جامع نائباً له وبقي (جامع جامع ) ،نائباً لرستم غزالة حتى عام 2005 عقب اغتيال الشهيد رفيق الحريري ،وانسحاب القوات السورية من لبنان.
حين ذلك عين رئيساً لفرع المخابرات العسكرية في ديرالزور، وحاول أن يعطي للناس صورة حسنة عن النظام،ولكن الثورة أخذت فرصته بالنجاح فمع إنطلاق الثورة في دير الزور كلف جامع جامع بقمع المظاهرات في المدينة حيث عمل على استمالة بعض شيوخ العشائر إلى جانبه وتجهيزهم وتسليحهم لقمع أي عمل ثوري، هادفاً من ذلك إظهار الثورة بصورة الخلاف العشائري وليست ثورة شعبية.
حيث التقى بكل شيوخ العشائر والمثقفين وأصحاب النفوذ في المنطقة وترغيبهم بالمال والمناصب، وفي جانب آخر اعتمد أسلوب ترهيبهم بأحداث الثمانينيات لكن عروضه لم تلقى آذاناً صاغية سوى عند بعض ضعفاء الأنفس.
وبعد أن فشلت مساعيه بإخماد الثورة في محافظة دير الزور، شدد الرقابة على الإنترنت وفصل الخدمة نهائياً عن المدينة في بعض الأحيان وتحديداً يومي الخميس والجمعة كونها تعتبر أيام التنسيق والتظاهر.
كما عمد على نشر مخبرين داخل التظاهرات، مستغلاً إخفاء المتظاهرين وجوهَهم، وقام بعد أول مظاهرة بحملة اعتقالات واسعة طالت العديد من المثقفين والناشطين.
ومع اتساع رقعة المظاهرات لجأ إلى تسليح عدد من المجرمين وقطاع الطرق والمدمنين، وزجهم وسط المتظاهرين لتشكيل كتائب تعمل على تشويه صورة الثورة سريعاً.
يعتبر جامع جامع رجلاً أمنياً بإمتياز حيث عمل على نزع السلطة من الجميع وربط كل القرارات بمكتبه ويعتبر الرجل الأول والممثل الرئيسي لبشار الأسد في دير الزور فهو أول من أعطى أمر بإطلاق النار على المتظاهرين، لتسريع عملية عسكرة الثورة وإعطاء صبغة وطنية لعناصره.
بطشه وإجرامه بحق المدنيين جعله المطلوب الأول لدى الجيش الحر حيث نجا من محاولتين اغتيال، كما انتشرت عدة إشاعات تفيد بمقتله كانت الأقوى أواخر عام (2011) عندما حاصر الجيش الحر فرع الأمن العسكري واستهداف الباب الرئيسي بعبوة ناسفة مما أضطره للإختفاء في نفق سري أسفل الفرع لمدة 9 ايام.
كما عُرف (جامع جامع)، بجرأته في المعارك التي دارت بين الحر والنظام فكان يتفقد العناصر على جبهات القتال، ويشرف على سير المعارك برفقة “العميد عصام زهر الدين والعميد بسام حيدر قائد المطار العسكري”
( 17 أكتوبر عام 2013) كان يوماً مفصلياً في تاريخ الثورة في ديرالزور حيث خرج أهالي ديرالزور يحتفلون بمقتل مجرم آخر.
فتضاربت الأنباء حول مقتل اللواء جامع جامع، وكثيرين تبنوا هذه الخبر الذي أعتبره أهالي دير الزور أهم خبر مر على مسامعهم خلال عامين.حيث أن متحدثاً لجبهة النصرة آنذاك تحدث عن تفاصيل مقتله حيث قال نعتقد بأنه قتل بإحدى قذائف الهاون التي كانت الجبهة ترميها على خطوط قوات النظام في (حي الرشدية)وأصدرت الكتائب بياناً، تبنت مقتله قائلة “تم استهداف اللواء جامع جامع برصاصة قناص في الرأس”
وهناك رواية ذكرها الناشطون في المدينة آنذاك والتي يرون فيها بأن جامع جامع تم قتله من قبل النظام قائلين:
“إن جامع جامع هو مفصل أساسي في العلاقة مع حزب الله وضالع بملفات الاغتيال كملف رفيق الحريري لذا يحاول النظام تنظيف مطبخه الأمني القذر كما فعل مع خلية إدارة الأزمة” وما يؤكد كلام الناشطين طريقة تعامل النظام وإعلامه مع خبر وفاته فوكالة أنباء النظام “سانا”
أوردت خبراً مقتضباً قالت فيه “استشهد اللواء جامع جامع أثناء تأديته لمهامه الوطنية وملاحقته للإرهابيين في دير الزور”
فكانت الجنازة أقل من عادية قياساً إلى الموقع والمكانة التي يشغلها جامع جامع ،ولم تتطرق وسائل الإعلام الرسمية لنبأ التشييع ،ولم تغطي وقائع الجنازة كما درجت العادة لدى تشييع أصحاب الرتب العالية
تحفظ النظام على عدم نشر صورة له بعد مقتله .يثبت صحة الراوية التي تداولها الناشطون عن مقتله بعبوة ناسفة كان قد زرعها الجيش الحر ” لواء جعفر الطيار وبعض فصائل الجيش الحر من الريف الغربي ” على طريق “الشولا” لمنع أي مؤازرة تتجه من المدينة إلى منطقة “الشولا” التي كانت تشهد معارك بين الحر وقوات الأسد التي وصلت الى ذروتها حينها.
في ظل هذه التناقضات يقول أهالي دير الزور “بأن مدينتهم أصبحت مقبرة سفاحي ومجرمي النظام السوري بدأها الحر بقتل الرائد أيهم ابن أخت جامع جامع في مطلع عام 2012 في (معركة الرصافة) ما أثار غضبه جداً ليتبعه العقيد علي خزام الذي دمّر بابا عمرو وأخيراً وليس آخراً اللواء جامع جامع،
وكذلك كسر شوكة العميد عصام زهر الدين وحملته التي وعد بها بشار الأسد بأنه خلال أسبوع سوف يصل حدود العراق.
فدير الزور لا تزال الصخرة التي تنكسر عليها الموجة الأسدية الأشرس في سوريا.