المعروف بأبي عدي صدام الجمل من مواليد مدينة البوكمال 1978، عمل قبل الثورة في محل للخردوات في “السوق المقبي” في المدينة، متزوج من 3 نساء ولديه ستة أخوة فقد منهم 3 في قتاله مع جبهة النصرة. عمل بعدها في تهريب الدخان والسلاح مستغلاً قرب الحدود العراقية السورية لمدينته الحدودية البوكمال وعلاقاته القوية بأقارب له في الجانب العراقي. يحمل شهادة الصناعية العامة (بكلوريا) ولا يملك أي فكر ايديولوجي محدد ولا إسلامي أيضاً، إنما كان انضمامه لداعش ردة فعل لينقم لمقتل اخوته الثلاثة على يد جبهة النصرة والهيئة الشرعية في البوكمال.
اعتقلته قوات النظام في بداية الثورة أكثر من مرة بتهمة تحريض على المظاهرات، وكان من أوائل من حمل السلاح حين بدأت عسكرة الثورة، انتقل بعدها مع مجموعة قليلة إلى القورية عند دخول جيش النظام لمدينة البوكمال وتمت حمايتهم من قبل (علي المطر) الملقب أبو صدام، وبدأ هناك بتشكيل خلية سرية (زيد بن حارثة) تابعة لكتيبة الله اكبر ثم انفصل عن تلك المجموعة وشكل لواء الله اكبر في مدينة البوكمال، وبدأ بعمليات نوعية في المدينة والقرى المحيطة وأصبح قائداً لأكبر المجموعات المسلحة في المنطقة الشرقية.
بدأ نجم صدام الجمل يلمع شيئاً فشيئاً ومع الدعم الهائل بالأسلحة والذخائر التي تلقاها من قيادة الأركان والدول الداعمة بالإضافة للموارد النفطية التي كانت تدر عليه آلاف الدولارات يومياً. مما أوصل به الحال لمرحلة من الغطرسة والغرور بشكل غير معقول. خلال عدة شهور وبالاشتراك مع بقية الفصائل المقاتلة الموجودة آنذاك تمكن الجمل من تحرير الحدود العراقية السورية نقطة القائم، وتحرير مطار الحمدان العسكري ليُعيّن بعدها نائب القائد الثوري للمنطقة الشرقية.
حتى هذه المرحلة لم يدخل الجمل في صدامات مع كتائب إسلامية وكما أسلفنا لم يكن يحمل أي توجه إسلامي متطرف، بل يذكر أحد من كان برفقته لديرالزور24 عن حفلات الرقص والثمل في ملاهي استطنبول الليليّة وتفضيل الجمل للناشط الإعلامي في القورية ابو مريم القرعاني في تلك الجلسات. كانت كل تلك الحفلات والليالي الحمراء تُدفع فاتورتها من أموال الثورة السورية التي يبددها الجمل كيفما يشاء.
في 12-9-2013 كان أحمد الجمل الأخ الشقيق لصدام مستقلاً سيارة مع 4 آخرين وعند قرية مراط بريف ديرالزور أوقفهم حاجز مشترك للنصرة وداعش يومها وتم اقتياده إلى الرقة ليعدم هناك على يد داعش.
بعد فترة وجيزة من تحرير المدينة دخل صدام مع جبهة النصرة بحرب باردة استمرت عدة اشهر انتهت بتفجير منزله ومقتل شقيقه الكبير خطاب الجمل وثلاثة من مقاتلي اللواء، على أثر هذه الحادثة وبعد شهر تماماً اختفى الجمل عن الأنظار حيث وردت إشاعات تتحدث عن وجوده في تركيا، ليظهر بعدها في تسجيل مصور يتبرأ من هيئة الاركان ويعلن التوبة وانضمامه وكافة عناصره بعتادهم إلى تنظيم الدولة الإسلامية. على أثر هذه المبايعة قامت جبهة النصرة في البوكمال بتفجير جميع مقراته التي كانت تحت سيطرة ما يعرف وقتها بأحفاد الرسول، توارى بعدها صدام عن الأنظار لمدة طويلة إلى أن اغتالت النصرة أخيه الآخر عامر الجمل في الشهر الثاني من عام 2014 وشارك في جنازته وشاهده الجميع في المقبرة وقت الدفن. بعد يومين غادر البوكمال إلى القورية ليمكث هنالك عدة أيام متوعداً جبهة النصرة والهيئة الشرعية بقيادة محمد الناجي الراوي بالانتقام منهم.
في يوم الخميس الحادي عشر من نيسان 2014 اقتحمت قوات داعش بقيادة صدام الجمل مدينة البوكمال وارتكبت مجزرة راح ضحيتها أكثر من 70 شخص معظهم مقاتلون. وقتِل على أثر المعركة نادر الجمل الأخ الصغير لصدام . أسفرت المعركة عن تحرير الجمل لـ 13 عناصراً من الخلايا النائمة لداعش ممن اعتقلتهم الهيئة الشرعية بقيادة جبهة النصرة في البوكمال وسيطرته على كامل المدينة.
في النهاية كانت داعش تتمتع بذكاءٍ ونظرةٍ استراتيجة حين احتضنت صدام رغم الإختلاف الفكري الذي يفرقهم، واستعملته للسيطرة على المحافظة وقتل أبنائها بيد أبنائها واستغلال حقد الجمل على النصرة في طردها من البوكمال، رغم أن عدداً كبيراً كذلك من عناصر النصرة بايع داعش بعد دخولها المدينة بحجة أخوة المنهج.