يجد أهالي ديرالزور أنفسهم في مواجهة طغيان واستبداد داعش بعد كل خسارة يتلقاها التنظيم ، فيتوجب عليهم دفع ضريبة ممارسات التنظيم الهمجية والتي تخلوا من الإنسانية في أحسن الأحوال ، فبعد تقهقر التنظيم في الريف الشمالي الحلبي وخسارته لمناطق كثيرة من ريف الرقة وانسحابه من مدينة الطبقة ، وكذلك الأمر في العراق حيث تعرض لأكثر من خسارة في الموصل ومناطق سيطرته ، الأمر الذي جعله ينكمش نحو مناطقه الآمنة بين الرقة والموصل ألا وهي ديرالزور وريفها.
بعد هذه الأحداث تتحمل محافظة ديرالزور وسكانها الأعباء المترتبة على التزايد السكاني الذي طرأ على المحافظة نتيجة حملات النزوح باتجاهها ، لم يتوقف الأمر عند هذه الأعباء حيث يجد أهالي ديرالزور أنفسهم وجها لوجه مع تنظيم لا يعرف الرحمة ، حيث تكون مصلحة أفراده هي العليا وشؤون عوام الناس في ذيل الأهميات ، على مدى سنوات سيطرته على ديرالزور عانى الأهالي من تدخلات التنظيم في الإستيلاء على المنازل التي تركها أهلها وهاجروا خارج نطاق سيطرة التنظيم ليتخذها مراكز له وفقا لتسمياته و هيكلته .
الجديد في الأمر والجديد في الذكر أنه في الآونة الأخيرة شن التنظيم حملة مجنونة ضد أهالي ديرالزور القاطنين في منازلهم التي يملوكنها قانوناً وشرعاً ، وليسوا مخالفين لأي قانون من قوانين داعش التي فرضوها على الشعب بغية إفراغ منازل ليسكن فيها عائلات عناصر وأمراء التنظيم المنهزمين من المدن التي خسرها التنظيم في الفترة الأخيرة .
عدة حوادث حصلت في الأيام القليلة الماضية في نفس السياق ، أكثر من سبع عوائل في إحدى المدن في الريف الشرقي لديرالزور أبلغهم التنظيم بأن لديهم ثلاثة أيام فقط لإخلاء منازلهم ، علماً أنّ الفقر يجتاح المحافظة وليس لدى أغلب الأهالي أدنى مقومات السفر ولا تحمل تكاليف السفر خارج مناطق داعش ، حيرة مابعدها حيرة تعصف بأهلنا الذين شردهم التنظيم ليعيشوا تغريبة جديدة ضمن مأساتهم التي تعايشوا معها ، ويبقى من لم يأتيه الدور يراقب بقلق وخوف وينتظر إخطار الدولة اللاإسلامية يخبره بأن يترك بيته ويرحل إلى المجهول