أصدرت داعش بالأمس فيلماً هوليودياً جديداً بعنوان: “شروق الخلافة وعودة الدينار الذهبي” استخدم فيه التنظيم تقنيات تصوير عالية، وترجم لـ7 لغات منها العربية ليعلن فيه عن عملته الجديدة.
استعرض الفيلم الذي وصلت مدته لـ55 دقيقة حال المسلمين في عصر النبوة وعصر عبد الملك بن مروان الذي أمر بسك الدرهم والدينار، وشبّهت داعش صك عملتها الجديدة بالضربة الثانية بعد 11 سبتمبر للنظام المالي الرأسمالي الاستعبادي الأمريكي على حد قولهم.
كما سرد الفيلم تاريخ نشأة البنوك الأمريكية والدولار، وكيفية استخدام أمريكا لبنوكها وأموالها للسيطرة على العالم وفرض نفوذها الاقتصادي.
اللافت في النظر أن التنظيم وجه رسالة من خلال الفيلم أن بيعه لنفط “الدولة الاسلامية” سيكون مقابل الذهب فقط وليس الدولار الأمريكي أو أي عملة آخرى. وهاجم الفيلم أيضاً السعودية والملك الراحل فيصل بن عبد العزيز بوصفه بالطاغوت، متهماً إياه بالمسؤولية عن تسليم النفط لأمريكا عبر بيعه بأوراق نقدية “تافهة” بدلاً من الذهب مقابل تلقي الدعم السياسي والعسكري.
قطع التنظيم النقدية مصنوعة من الذهب والفضة والنحاس، وتختلف قيمة العملة باختلاف المعدن وسعره، على أن يعادل كل دينار من الذهب – 4.25 غراماً من ذهب عيار 21 أي نحو 136 دولاراً أميركياً للدينار الواحد. ويظهر الفيلم ديناراً ذهبياً منقوشة عليه خريطة العالم من جهة، وسنابل قمح في الجهة المقابلة. أما العملة الفضية فتظهر في 10 دراهم وخمسة دراهم ودرهم واحد. وتبقى العملة النحاسية الأقل قيمة، وتم طرحها في 10 فلوس و20 فلساً.
كما علمت ديرالزور24 اليوم أن عناصر ومناصري التنظيم في الميادين بريف دير الزور بدأوا يروجون لإشاعة أن الدولة عازمة على التداول في العملة الجديد في الأيام القادمة. وتعد الميادين مدينة إدارية هامة بالنسبة لتنظيم لكثافتها السكانية و كونها مركزاً تجارياً لعموم ريف دير الزور الشرقي. وقدد شكك الأهالي بجدية التنظيم بمثل هذه الخطوة. فيما ذكر أحد صاغة الذهب -رفض الكشف عن اسمه- عن إمكانية فعل التنظيم لإجراء كهذا بسبب كمية الذهب الضئيلة التي يمتلكها التنظيم على حد وصفه.
والخلاصة أنّ ما قامت به داعش لا يعدو وصفهُ إلاّ فقاعةً إعلاميةً، لتدلل على استقرارها الاقتصادي وقيامها بوظائف الدولة المنوطة بها عن طريق بناء منظومة مالية واقتصاد خاص به، وعدم اكتراثها بالحملة الدولية التي تجري ضدها. ومن خلال نيتها طرح عملة ذهبية للتداول بدلًا من العملة المحلية في العراق وسوريا، يكسبها ثقة مؤيديها وحاضنتهه الشعبية أكثر وتجذب فئات شبابية مسلمة من شتى أنحاء العالم للهجرة إلى “دولة الخلافة” المزعومة.