This post is also available in: English
خاص ديرالزور24
ودعت ديرالزور خلال الأربع والعشرون ساعة الماضية شابين من خيرة شبانها الأحرار، واكبا الثورة السورية منذ بدايتها وكانا مثالاً للتضحية والعنفوان والروح الثورية.
الشاب الأول الذي فقدته ديرالزور هو القائد العسكري لجيش أسود الشرقية “محمد الرجب” ولقبه “أبو خطاب” من أوائل الذين انضموا للجيش الحرّ في مدينته العشارة بريف ديرالزور الشرقي، وكان مسؤول تصنيع السلاح والمتفجرات في لواء بشائر النصر، أذاق قوات الأسد الويلات خلال صولاته وجولاته مع رفاقه في “بشائر النصر، قبل أن يغادروا الديار إلى البادية ويشكلوا جيش أسود الشرقية الذي أصبح لاحقاً قائده العسكري.
قبل يومين، عاجله لغم أرضي ممسوخ بسمّ الميليشيات المدعومة من إيران في البادية الشرقية لديرالزور، ليرتقي شهيداً بعد أن أبصر النصر على نظام الأسد وزبانيته، ليحقق بذلك شرطي الأحرار “النصر والشهادة”.
الشاب الثاني الذي شيعته ديرالزور، وبكته ساحات النضال، ورثته العبارات التي خطت في سبيل الحرية، هو الشاب “أحمد العلي” الملقب “أبو علاوي”، من أبطال الحراك السلمي ضد نظام الأسد وتنظيم داعش، قاد النضال السلمي ضد الطغاة في منطقته “الشعيطات” بريف دير الزور الشرقي، وكان المحرك لتهييج الحس الثوري عندما تهب رياح اليأس، والدافع باتجاه استمرار الكفاح ضد نظام الأسد وميليشياته وداعش وقسد.
آثر أن يعبر نهر الفرات ويصل إلى مدينة العشارة، أمس، والمشاركة بتشييع صديقه وأخاه في الثورة “محمد الرجب”، ولم يكن يعلم بأنه يودعه لساعات قصيرة فقط، وعند عودته إلى بلدته ترصدته أيادي غدر وأطلقت عليه رصاصة كانت كفيلة بإراقة دمه وصعود روحه إلى باريها.
خلف مقتلهما مأتماً في كلّ بيتٍ حرّ في ديرالزور، ونعاهمها القاصي والداني من أبناء الثورة السورية، ليسجلا إسمهما بعد موتهما في سجلّات الأحرار الذين رسموا طريق الحرية.