This post is also available in: English
خاص-ديرالزور24
شن طيران التحالف الدولي ضد داعش غارات مكثفة ضد الجسور وطرق المواصلات في ديرالزور، إذ انهار جراء هذه الغارات كل الجسور على نهر الفرات والتي يأتي في مقدمتها جسر البوكمال وجسر الميادين ووجسر العشارة، كما قام بتدمير عدد من الجسور البرية أيضاً واستهدف أيضاً عدة طرق رئيسية وهامشية (لكنها مهمة) في ريف ديرالزور.
وعقب عمليات القصف الممنهجة على الجسور والطرق الرئيسية والفرعية الهامة والتي أحالتها عن الخدمة، ارتفعت أسعار المواد الغذائية في كل من مدينة البوكمال والميادين وذلك جراء انقطاع الطرق، كما نشطت المعابر النهرية في عملها جراء انقطاع الجسور وإقبال الأهالي على استخدامها، ويرى مراقبون أن الهدف من القصف المتواصل على الجسور وطرق المواصلات في ديرالزور يأتي في سياق تقطيع أوصال تنظيم داعش في العراق وسوريا وقطع طرق إمداده، في وقت تتأهب قوات تركية لمعركة الرقة، حيث رصدت حشود للجيش التركي بالقرب من مدينة تل الأبيض التركية والتي تقابل مدينة تل أبيض السورية الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، وذلك بعد وصول الحكومة التركية لتفاهمات مع الجانب الأمريكي بحسب ما قالت تقارير صحفية، ولم يتضح بعد أن كانت قوات سوريا الديمقراطية جزءاً من هذه العملية المرتقبة، خصوصاً مع التطورات الأخيرة في ريف حلب الشمالي، والتي أدت لتقدم الجيش التركي على حساب هذه سوريا الديمقراطية، وسط شعور قيادات سوريا الديمقراطية بالخذلان من الجانب الأمريكي، مما يعرقل الدخول في أي عملية جديدة، خصوصاً أن دخول القوات التركية لن يكون في صالح الأولى والتي تشكل وحدات الحماية الكردية الجزء الأكبر فيها.
ومن جانب آخر، يستعد الجيش العراقي لشن عملية عسكرية واسعة بهدف استعادة مدينة الموصل العراقية ثاني أكبر مدن البلاد، والواقعة تحت سيطرة تنظيم داعش منذ أكثر من سنتين، ومن أجل ذلك قام رئيس الوزراء العراقي بزيارة لواشنطن خلال الفترة القصيرة الماضية بهدف حشد الجهود والدعم الأمريكي لهذه المعركة، ومازالت أيضاً مشاركة قوات البشمركة الكردية موضع تجاذب، ولم يتضح بعد الموقف النهائي للحكومة المركزية وحكومة الإقليم بشأن ذلك.
ويعمل الرئيس الأمريكي باراك أوباما على استعادة كلا المدينتين أو أحدهما من قبضة داعش، قبل انتهاء فترة رئاسته للولايات المتحدة الأمريكية بعد ثلاثة أشهر، للوفاء بالالتزامات التي قطعها على نفسه بمحاربة داعش، والتي تدور حولها سياسته في منطقة الشرق الأوسط، ومن أجل نجاح ذلك المسعى كان لابد من ضرب عقدة مواصلات هامة بالنسبة لداعش وهي محافظة ديرالزور وريفها الشرقي تحديداً، المفتوح بدوره على الأراضي العراقية، حيث ازدادت أهمية مدينة البوكمال الحدودية بشكل كبير بعد أن قام تنظيم داعش بإزالة الحدود الفاصلة بين العراق وسورية في العام 2014، لتصبح من أهم معاقل التنظيم في سوريا وذلك لموقعها المتوسط في الأراضي التي يسيطر عليها.
أن تدمير الجسور لن يمنع عناصر داعش من التنقل بين ضفتي نهر الفرات، بسبب توفر المعابر النهرية والتي من الممكن أن تؤمن طريقة سهلة لتنقل عناصر التنظيم ولكن هذه المعابر لن تدعم نقل الأليات الثقيلة للتنظيم بسبب مقدراتها البسيطة، كما يتوقع أن يلجأ التنظيم إلى إعادة تأهيل بعض الجسور المنهارة عن طريق ردمها بالتراب، وترك منافذ للمياه بشكل بدائي، عن طريق (قساطل) ضخمة متوافرة في مناطقه، ولكن على كل الأحوال سوف يشكل ذلك ضغط متواصل على التنظيم في حال فتح معركة الرقة أو الموصل أو كلاهما في آن واحد مما سيشتت قوة التنظيم.