This post is also available in: English
محمد حسان
تمكنت فصائل الثوار خلال الأيام الماضية من السيطرة على أجزاء واسعة تجاوزت المائة وعشرين كم.من منطقة القلمون الشرقي و البادية السورية، بعد معارك عنيفة مع تنظيم داعش، والتي يهدف الثوار من خلالها وصل القلمون الشرقي، بالبادية السورية ورفع الحصار عنه.
سيطرة الفصائل، جاءت بعد أطلاقها لمعركتين الأولى هي “صد البغاة” على محور القلمون الشرقي، بمشاركة كل من جيش أسود الشرقية وتجمع الشهيد أحمد العبدو وجيش الإسلام وفيلق الرحمن، التي تمكنوا من خلالها من تحرير عشرات النقاط في القلمون الشرقي والسيطرة على نقاط مهمة في جبل الأفاعي، الذي يتحصن به عناصر داعش، والذي يعد أخر نقطة للتنظيم في القلمون الشرقي.
أما المعركة الثانية فكانت “سرجنا الجياد لتطهير الحماد”، في البادية السورية والتي ضمت كل من جيش أسود الشرقية ، تجمع الشهيد أحمد العبدو وكتيبة شهداء القريتين.
وتمكنت تلك الفصائل بعد أيام من بدء المعركة، من تحرير منطقة التيس وسرية البحوث العلمية وحاجز مكحول ومنطقة مكحول وسد أبو ريشة وحاجز الظاظا ومنطقة السبع بيار، ومفرق منطقة المحسا على اتستراد أبو الشامات في البادية السورية .
وبدأت الفصائل معاركها بقصف مكثف من راجمات صواريخ حديثة على مواقع داعش المستهدفة، كما اعتمدت غرفتي العمليات على الصواريخ المضادة للدروع في القضاء على آليات التنظيم المدرعة، والكثافة النارية من المدرعات ومضادات الطيران التي سهلت تقدم القوى البرية إلى نقاط التنظيم.
سعد الديري عضو المكتب الإعلامي لجيش أسود الشرقية قال لديرالزو 24″أن التنظيم تكبد خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات منذ بدء المعركة حتى الآن، فبلغت خسائره البشرية ما يقارب 23 قتيل وأكثر من 40 جريح، أما خسائر أسود الشرقية كانت شهيدان وبعض الجرحى أصابتاهم طفيفة”.
وأضاف الديري” أن مقاتلي جيش الأسود، تمكنوا من اغتنام مستودع أسلحة للتنظيم و25 بارودة نوع كلاشنكوف و5 رشاشات بكسي، وثلاث مضادات عيار 23 و4 مضادات عيار 14.5 واغتنام دبابة وعطب أخرى، والسيطرة على عربة نقل و5 سيارات رباعية الدفع”.
المعارك المستمرة بين الطرفين تتركز الآن في منطقة المحسا، التي تعتبر النقطة الأخيرة التي تهدف فصائل الثوار للسيطرة عليها وبالتالي فك الحصار عن القلمون الشرقي، الذي يفرضه كل من تنظيم داعش وقوات الأسد، والتوجه بعدها إلى عمق البادية السورية في العليانية وخنيفيس وغيرها من المناطق، التي يسيطر عليها تنظيم داعش.
كما ستتسبب سيطرة الفصائل على المحسا، بقطع طريق الإمداد الوحيد لعناصر داعش المتواجدين في مناطق البير وتل شهاب وتلول الصفا وتل ملاحة ونقاط أخرى، حيث تحيط بها قوات الأسد من جهتين أولها مطار السين وثانيها محافظة السويداء، فيما الجهات المتبقية تحت سيطرة فصائل الثوار.
طلاس السلامة القائد العام لجيش أسود الشرقية أكد لديرالزور 24 “أن المعارك ستستمر حتى رفع الحصار عن القلمون الشرقي وطرد تنظيم داعش من كامل البادية السورية، ثم التوجه لتحرير محافظة ديرالزور، التي ترزح تحت احتلال التنظيم منذ ما يقارب ثلاث أعوام”.
هذا وتأتي معركتي “صد البغاة” وسرجنا الجياد”، بدون أي دعم جوي أو لوجستي مفتوح من قبل قوات التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب أو حتى خبراء عسكريين أجانب، ورغم ذلك تمكنت الفصائل القائمة عليها من تحرير مئات الكيلو مترات من قبضة تنظيم داعش.
وتعتمد تلك الفصائل في معاركها على ما تمتلكه من سلاح وذخيرة، أضافة لحماسة وغيرة المقاتلين التي تعد عامل النجاح في المعارك مع داعش، كما تعتبر سنوات القتال الطويلة على جبهات التنظيم من عوامل اكتساب هؤلاء المقاتلين لخبرات قتالية عالية، رغم عدم خضوعهم لمعسكرات تدريب أو غيرها.
ويعد فصيل أسود الشرقية من أكثر الفصائل شراسة في قتال داعش على مدى سنوات، فقد قاتل قوات الأسد منذ بداية تأسيسه كما كان من السباقين لقتال داعش في ديرالزور واستمر حتى سيطرة التنظيم على المحافظة في الشهر السابع من عام 2014 ، ليخرج من المحافظة مع مقاتليه وجميع أسلحته باتجاه القلمون الشرقي، الذي يتخذه الجيش نقطة انطلاق للتقدم وتحرير ديرالزور.
ويعتبر جيش أسود الشرقية أضافة لفصائل أخرى من أبناء ديرالزور كـ فصيل أحرار الشرقية، الذين خرجوا من المحافظة بعد سيطرة داعش عليها أكثر الفصائل قبولاً على المستوى المحلي، ليكونوا بديلاً عن داعش وسيساعد تقدمهم على تحرير المحافظة بشكل سريع، لأسباب كثيرة منها تقبل الأهالي لهم، الأمر الذي سيشكل حركة مقاومة داخلية من أبناء المحافظة موازية لدخولها من شأنها تشتيت داعش وتسهيل عملية القضاء عليه أضافة للخبرة العالية التي اكتسبتها تلك الفصائل في قتال داعش والمعرفة الكاملة لجميع أساليبه القتالية والتكتيكية .
أما غيابهم عن أي عملية لطرد لداعش في ديرالزور وترك المجال لقسد أو النظام بالتدخل، سيكون له آثر سيء ما قد يدفع الكثير من الأهالي للانخراط مع التنظيم لمنع تلك الجهات من دخول المحافظة، بسبب الخلافات الفكرية والعقدية وحتى المناطقية معها، التي تعتبر كل من النظام وقسد عدوا لها ولثورتها كما داعش.