منذ سيطرة داعش ، في الثالث من تموز عام 2014، على أجزاء واسعة من محافظة ديرالزور، شرق سوريا، اعتمد التنظيم سياسة ما يسمى بالزكاة، إذ سعى التننظيم أن تكون الواردات المالية من الكهرباء والماء، مصدر دخل ولو بنسبة ضئيلة لقواته وأجهزته المخابراتية، ديرالزور الغنية بالنفط والمعارء والكهرباء، يدفع أهلها مبالغ مالية للتنظيم مقابل أن ةلا يقطع عنهم الماء والكهرباء.
الماء مصدر كسب المال لداعش..
النهر الذي تتربع ديرالزور على أطرافه بات حلماً للأهالي في مدن وبلدات ديرالزور، فالتنظيم وضع مبلغاً مالياً على كل منزل ومحل مقابل أن لا يقطع الماء عنهم، البعض يدفع ألف ليرة، وآخرون يدفعون عشرة آلاف ليرة، مقابل أن لا يقطع عنهم تنتظيم داعش الماء، هنا تبدأ إشارات الاستفهام حول الماء، فكيف يأخذ التتنظيم من بعض المنازل 1000ليرة، مقابل 10000 آلاف ليرة من منزل مجاور، تقديرات مالية يقدرها تونسيون وأردنيون وسعوديون ومصريون على أهالي ديرالزور، التقدير الذي يضعه الداعش وفق ما يكون المنزل فإن كان منزل متوسط الحال وضع له 1000 ليرة، وإن كان أكثر من ذلك وضع عليه المبلغ الذي يريده الداعش، دون أيّ اعتراض من المدنيين، فهم بين خيارين أحلاهما مر.
أبو هادي أحد الأهالي من مدينة الميادين بريف ديرالزور الشرقي، حدثنا عن مأساته مع داعش في الماء، يقول أبو هادي أنه يعمل في سوق الهال في المدينة، منذ الساعة 6 صباحاً حتى الساعة السادسة مساءً من أجل تأمين لقمة عيشه، إذ أشار أن العمل متقطع في السوق، وأنه يصبح بلا عمل أحياناً، وفي غالب الأحيان يقطع الدواعش عنه الماء لأنه لا يدفع المترتب عليه، وهو 2000 ليرة شهرياً، وأنه في مشاجرات مع الدواعش حول الماء، بيد أنه اليوم يسقي رمق أطفاله من مياه جيرانه، بعد أن باتت المياه عليه حسرة في ظل الخلافة المزعومة.
مأساة الكهرباء..
فمنذ أن سيطر الجيش السوري الحر على مساحات واسعة من ديرالزور في عامي 2012 – 2013، سعت قوات الأسد أن تقطع الكهرباء عن الأهالي في المحافظة كعقوبة على احتضانهم الثوار، وبعد سيطرة داعش على المحافظة بشكل شبه كامل، سأت الأحوال أكثر فأكثر، فعلى الرغم من أن مصدر توليد الكهرباء في سوريا هو حقل كونيكو بريف ديرالزور، إلا أن ديرالزور لا ترى الكهرباء، إلا نادراً.
المولدات الكهربائة الضخمة كانت حلأ للأهالي لمواجهة مشكلة الكهرباء في المحافظة، إذ انتشرت في الآونة الأخيرة مولدات كهربائية ضخمة في معظم مدن وبلدات ريف ديرالزور، بمعدل كل أمبير واحد ما يقارب 1300 ليرة سورية، في الشهر الواحد..
لم يروق للدواعش الاختراع الجديد، فبدأوا يضيقون على أصحاب المولدات لتكون ةحكراً للدواعش، المخالفات وإزعاج المسلمين، وغيرها من الحجج البالية على أصحاب المولدات، إضافة إلى إجبار أصحاب المولدات على تسعيرة من ديوان الولاية وتكون بشكل لا يتوافق مع الربح المطلوب من هذا العمل.
فهد أحد أصحاب مولدات الكهرباء في مدينة البوكمال بريف ديرالزور الشرقي، يقول فهد أنه كان يعمل التجارة قبل سيطرة داعش، وبدأت أحوال السوق تتضرر من قرارات داعش، فلجأت إلى العمل في المولدات، حيث وضعنت مولدة في حديقة منزلي وبدأت أبيع الكهرباء للأهالي، ويتابع فهد، بدأت الدولة تضييق علي، فمرة يقولوا لي أن الصوت يزعج عوام المسلمين، ومرة أن المولدة تخلف أوساخ في الشوارع، ويأخذون مني 5000 ليرة كضريبة على النظافة على حد زعمهم.
أم عمر سيدة من الميادين أكدت أن الكهرباء يأتيها من جيرانها فليس بمقدورها أن تشترك في المولدات الكبيرة، بعد أن أعدم التنظيم ابنها الوحيد والذي كان يعيلها في شقاوة الحياة، فأبنها أعدمه التنظيم كونه كان أحد عناصر الجيش السوري الحر.
هي الحياة في ديرالزور صعبة كمناخها، قاسية بقساوة رجالها، وهو الظلم الذي لن يدوم مهما طال ليله، وهو البعث ذ1اته الذي يسيطر عليها الآن، لن تكون وفق هواه يوماً ولكن للحرية ثمن باهض، فصبراً ةديرالزور، صبراً، فكل قرش ذهب بأسم الخلافة سيعود لكم باسم الحرية ولو بعد حين.