This post is also available in: English
خاص-ديرالزور24
في ظل واقع الحصار على المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها قوت الأسد في مدينة ديرالزور، وما يحمل في طياته من فقدان للمواد الغذائية والسلع الرئيسي في هذه الأحياء وغلاء ثمنها أن توفرت، يلاحظ الأهالي نشاط تجاري جيد ومتسارع لشركة خاصة توجد فيها معظم السلع الغذائية ولكن بأسعار غالية، هذه الشركة هي شركة القاطرجي.
شركة القاطرجي تعود ملكيتها لحسام قاطرجي عضو مجلس الشعب التابع لحكومة الأسد عن مدينة حلب، يتم إسقاط بضائع شركته عن طريق طيران اليوشن الذي يلقي مساعدات غذائية للمدنيين وقوات الأسد في المناطق المحاصرة، بالإضافة إلى طائرات جيش الأسد التي تربط المناطق المحاصرة بمناطق سيطرة قوات الأسد في سوريا، حيث ازداد نشاط الشركة بشكل مطرد وسريع بعد إحكام داعش لحصارها على هذه المناطق، مستفيدة من الأرباح الهائلة التي تتوفر لها جراء احتكار المواد الغذائية بالإضافة لعلاقات صاحب الشركة مع دوائر صنع القرار في نظام الأسد في دمشق و أجهزته الأمنية في ديرالزور.
الهدف المعلن للشركة هو تخفيف غاء الأسعار، فيما تقول عدة مصادر من الأحياء المحاصرة أن الهدف الحقيقي هو جني الأموال من الأرباح الفاحشة، حيث وزعت الشركة منذ فترة قريبة 2 كيلو من البطاطا على المدنيين بميلغ 3000 ليرة سورية، فيما يصل سعر 1كغ من بصل يابس لديها إلى ٢٠٠٠ ليرة سورية، وتؤكد المصادر أن هذه الأسعار غالية جداً بالوضع الطبيعي إلا أنها تبدو أكثر تنافسية من أسعار المحال التجارية الصغيرة الأخرى في هذه الأحياء بسبب التسهيلات التي تحصل عليها الشركة من قبل قوات الأسد وأجهزته الأمنية.
يقول سمير من الأحياء المحاصرة : أن القاطرجي لديه موافقة حصرية لنقل مواد من قيادة القوى الجوية التابعة لقوات الأسد، والقاطرجي هو شريك لابن خال الأسد رامي مخلوف، في عمله في الأحياء المحاصرة، حيث لا يستطيع محافظ حكومة الأسد الإطلاع على نوعية مواده الغذائية التي يتاجر بها. حيث يؤكد أن “مقر الشركة ومستودعاتها تخضع لحراسة عناصر من قيادة القوى الجوية”.
من جانب آخر، فأن الأرباح الكبيرة التي تحققها تجارة المواد الغذائية في الأحياء المحاصرة، بسبب فقدان معظمها واحتكارها من قبل المتنفذين في نظام الأسد، قد أدى لصراع واضح وجلي بين الأجهزة الأمنية في المحافظة على هذه الأرباح وكيفية تقاسمها في الفترة القصيرة الماضية، فقد قامت وحدة من عناصر الأمن الجنائي التابع لنظام الأسد بمداهمة محل تجاري في حي الجورة منذ فترة قريبة وصادرت مواد غذائية منه، اتضح فيما بعد أنها جزء من المساعدات التي إلقاها الطيران للمدنيين، وأن هذا التاجر قام بالحصول عليها مستفيداً من علاقته الوطيدة بمحافظ حكومة الأسد، إلا أن ذلك لم يعجب رؤساء الأجهزة الأمنية الذين علموا بالأمر وقرروا مصادرتها.
في ظل حصار داعش من جهة واستغلال المتنفذين في الأجهزة الأمنية التابعة لنظام الأسد، يبدو أن الخاسر الأكبر من كل ما يحدث هم المدنيين الذين أصبحوا نهباً لجشع التجار و ممارسات داعش.