This post is also available in: English
وقوفك إلى جانب المظلومين ومطالبتك بأبسط حقوقك كفيلة لتجعل منك شخص مطلوب للنظام، وقد تقضي بقية حياتك في أقبية سجونه، شباب دير الزور كغيرهم من أبناء سوريا لطالما انتظروا اللحظة التي تصدح بها حناجرهم بالحرية، لإسقاط النظام وكانوا مستعدين للتخلي عن كل نعم الحياة في سبيل هدفهم المنشود، وحتى أن البعض تخلى عن مستقبله العلمي في سبيل الثورة ومستقبله الواعد وأهم من ذلك حياته.
حسين المجلاد ( أبو فاطمة) ابن مدينة الشحيل في ريف دير الزور الشرقي والذي عرف بمناهضته للنظام السوري منذ انطلاق شرارة الثورة في سوريا، يعمل أبو فاطمة في دولة قطر كمتعهد للشاحنات وكان يملك عدد منها وكان معروف بين أبناء مدينته بوضعه المادي الجيد ولكنه لم يتوانى للحظة واحدة عن التخلي عن كل تلك النعم، ومشاركة إخوته السوريين في المظاهرات فقد شاءت الصدف أن يتواجد أبو فاطمة في دير الزور ليقضي إحدى إجازاته لتنطلق الشرارة في درعا ليبدأ أبو فاطمة في تحريض أبناء قريته على التظاهر مساندة باقي المحافظات ، كان على دراية تامة بأنه سيخسر عمله بهذا التصرف ولكنه أصر على ذلك ونجح في إشعال فتيل المظاهرات في ريف دير الزور، ليكون له الشرف في إخراج أول مظاهرة في ريف دير الزور تنادي بالحرية وإسقاط النظام، ليتخلى بذلك عن عن عمله وينذر حياته للثورة آملاً أن يسقط نظام الأسد ويعيش في بلده بكرامة .
كان أبو فاطمة الركيزة الأساسية للمظاهرات في مدينة الشحيل، لتصبح المظاهرات عادة في المدينة عندها تحول أبو فاطمة مع بعض رفاقه إلى حماية تلك التظاهرات من بطش الفروع الأمنية ومع ازدياد حدة التظاهرات أصبحت مدينته مهددة للمداهمات في أي لحظة واعتقاله مع رفاقه المتظاهرين فكان أبو فاطمة دائم التفكير بسلامتهم، فقام بإنشاء مجموعات حراسة ومراقبة توزعت على مداخل ومخارج الشحيل مهمتها مراقبة أطراف المدينة والتبليغ في حال قدوم حملات مداهمة وما شابه فداهم عناصر الأمن منزله وتم تدمير مقتنياته و أجزاء منه بعد أن فشلوا بالإمساك به.
مع تطور الأحداث في دير الزور ولجوء النظام لاستخدام السلاح بدأ ابو فاطمة ببناء شبكة علاقات مع القرى المجاورة للتنسيق والتصدي لحملات النظام ، ومع ارتفاع وتيرة الأحداث في دير الزور ودخول الجيش إلى المحافظة تحول أبو فاطمة إلى العمل المسلح لحماية المدنيين فكان من الأوائل الذي تصدوا لقوات الأسد في دير الزور وريفها.
ففي الوقت الذي كان فيه تعداد الجيش الحر بالعشرات كان أبو فاطمة مع بعض رفاقه يوجهون ضربات موجعة لحواجز النظام المنتشرة في الريف وفروعه الأمنية في الميادين والبصيرة والقورية والطيانة ،حيث كان اسمه يشكل رعباً اذا ما نزل على مسامع عناصر النظام وقياداته في دير الزور فلقد كان يمتاز بجرأة مفرطة وشجاعة قل نظيرها وبقي كذلك إلى أن استشهد عندما حاول زرع عبوة ناسفة في فرع الامن السياسي في الميادين ليلاً بتاريخ ٧/٣٧/٢٠١٢ ليفجر باستشهاده ثورة واسعة في دير الزور في نفس كل من عرفه .
—