This post is also available in: English
رحاب العلاوي قصة من قصص إرهاب الأسد
هي إحدى القصص التي روتها منظمة ” هيومس رايتس ووتش” المعنية في توثيق الإنتهاكات وذلك في تقريرها الذي تحدث عن الصور المسربة من معتقلات النظام السوري.
رحاب العلاوي هي من أبناء مدينة ديرالزور تعيش مع أسرتها في العاصمة السورية دمشق ، وقبل بداية الثورة كانت رحاب تدرس الهندسة في جامعة دمشق . فمع بداية الثورة انخرطت رحاب في النشاط السلمي و المدني ضمن الثورة السورية ، حيث عملت في إحدى مجموعات لجان التنسيق المحلية و هي جهة ثورية تعمل في توثيق أحداث الثورة و انتهاكات النظام خلالها ، كما عملت رحاب في النشاط الأغاثي عبر مساعدة النازحين من حمص إلى مدينة دمشق .
في 17 كانون الثاني من عام 2013 قامت سرية المداهمة ” فرع 215 ” التابعة لقوات الأسد باعتقال رحاب , حيث كانت حينها تبلغ من العمر 25 عاماً .
بعد القبض عليها حاولت أسرة رحاب الحصول على أي معلومات عنها عبر مقربين و مسؤولين ضمن النظام السوري , حيث دفعت الأسرة مبالغ مالية باهظة كانت تزيد عن 18 ألف دولار أمريكي لعدد من المسؤولين في الجيش و الأجهزة الأمنية و ذلك بهدف الحصول على معلومات حول مصير رحاب و التمكن من الإفراج عنها لكن جميع تلك المحاولات باءت بالفشل .
أثناء إعتقال رحاب تواجدت معها معتقلة تدعى ” هنادي ” , حيث تم الإفراج لاحقاً عن هنادي والتي تروي بأن رحاب كانت تحدّثها عن أسرتها بشكل دائم و أنها كانت قلقة بشكل كبير على مصيرهم بعد اعتقالها . بعد ذلك انتقلت هنادي إلى سجن عدرا المركزي و لم تتمكن من رؤية رحاب مرة أخرى .
في شهر مارس – آذار من العام الحالي وبعد تسريب آلاف الصور لضحايا استشهدوا داخل أقبية الأفرع الأمنية التابعة لقوات الأسد و التي تم تسريبها عبر المحقق العسكري المنشق الملقب ب ” قيصر ”
فقد ظهرت رحاب في إحدى تلك الصور و كانت رحاب المرأة الوحيدة التي ظهرت صورتها ضمن تلك الصور المسربة .
اتصل أحد أبناء عمومتها بأسرتها و قام بالإستفسار إن كانت الصورة المسربة تخص رحاب أو غيرها حيث يقول الشخص : أن المرأة الظاهرة بصورة تشبه رحاب تماماً.
بعدها تمكّنت أسرة رحاب من التعرّف على رحاب في تلك الصورة لكن رغم ذلك طلبوا من العديد من المعتقلات السابقات الذين التقوا رحاب في السجن التأكّد من الصورة أكثر , و ذلك بسبب التغيير الكبير الذي حصل في مظهر رحاب خلال فترة الاعتقال وملامحها.
تقول هنادي : أن شقيق رحاب اتصل بها و سألها إن كانت رحاب هي التي ظهرت بتلك الصورة أم لا. حيث أن هنادي تمكنت من التعرف على هوية رحاب من خلال البيجاما التي كانت ترتديها رحاب و على ملامح وجهها و حتى شكل أصابع قدميها كان كما هو عندما التقت بها في المعتقل .
رحاب ليست الضحية الأولى من أبناء ديرالزور الذين استشهدوا في مختلف أنحاء سوريا . سلماً أو حرباً أو غرقاً أو حتى في مخيمات اللجوء التي حاولوا أن يجدوا فيها مأوىً لهم يقيهم ويلات الحرب الدائرة في سوريا.