This post is also available in: English
أكدت مصادر خاصة لشبكة ديرالزور 24 أن كامب “سمبر” الواقع على الحدود الصربية مع دولة المجر، تعرض صباح اليوم “الثلاثاء” لحملة مداهمات واعتقالات من قبل الشرطة الصربية، التي قامت بإعادة عشر باصات ما يقارب 500 شخص بينهم نساء وأطفال إلى الحدود المقدونية.
وبحسب المصادر فقد تعرض قاطنو الكامب وأغلبهم من السوريين وقسم كبير منهم من العوائل الديرية من طالبي اللجوء للضرب بالعصي والهراوات، فيما قام عناصر الشرطة بإحراق خيامهم وملابسهم ومصادرة هواتفهم، وتكسير الهواتف التي قام أصحابها بتصوير المجريات، في محاولة لإخراجها للمنظمات الإنسانية والجهات التي تعنى بحقوق اللاجئين.
ويقول شاهد عيان من ديرالزور تواصلت معه شبكة ديرالزور24 وهو من نزلاء الكامب إنهم يعانون أوضاعاً معيشية غاية في السوء، بالتزامن مع سوء الأحوال الجوية، مناشدين المنظمات الإنسانية بتأمين خيام للمبيت تقيهم الأمطار، إذ باتوا بالعراء ومنعتهم إدارة الكامب من إعادة نصب خيام لهم، في ظل إشاعات متداولة بمداهمة متوقعة اليوم أو في الغد.
وفي السياق أكد شاهد آخر من ديرالزور وهو من ضمن اللاجئين المتواجدين, أنهم يقطنون في المخيم منذ أشهر، إذ وصلوا عن طريق تركيا ثم اليونان إلى مقدونيا ثم صربيا، وسط محاولات للوصول إلى أوروبا، إلا أن المهربين يطلبون مبالغ طائلة تصل إلى 4000 دولار كحد أدنى.
وتساءل الشاب عن تجاهل وإهمال المنظمات الإنسانية المعنية بشؤون اللاجئين لأوضاع اللاجئين السيئة، في ظل تقاضي القائمين على هذه المخيمات مبالغ مقابل إيواء هؤلاء اللاجئين وحمايتهم، مؤكداً أن ابن عمه تعرض للضرب المبرح من قبل الشرطة التي داهمت المخيم اليوم، حيث تظهر الصور والمقاطع حجم الخراب التي ألحقته الشرطة بخيام وممتلكات اللاجئين، وجلوسهم تحت المطر يفترشون الأرض ويلتحفون السماء.
ويضيف لاجئ سوري من الكامب أن الوضع المعيشي غاية في السوء، حيث يعاني اللاجئون من تفشي الأمراض في ظل الإهمال المتعمد، وزيارة طبية واحدة أسبوعياً من قبل الطبيب، مبدياً استغرابه من تعامل الشرطة مع اللاجئين وكأنهم مجرمون، بينما هم مشردون أفرزتهم الحرب ودفعتهم للهجرة والتشرد وطلب اللجوء خارج حدود بلادهم..
وهكذا يكون اللاجئون حلقة من الحلقات الأضعف التي أنتجتها الحرب الدائرة في سوريا منذ عشرة أعوام، في ظل صمت أممي ممنهج عن الانتهاكات التي يتعرض لها اللاجئون سواء في دول الجوار أو خلال رحلة الوصول للحدود الأوروبية، إلا من بعض الإدانات الخجولة والمواقف التي لا ترقى إلى ما تتشدق به منظمات حقوق الإنسان وتنادي به قولاً دون فعل.