This post is also available in: English
(ر.ح.ر) مقاتل في صفوف الجيش الحر سابقاً، اضطر للبقاء في ديرالزور مع أهله لإنهاء بعض الأمور المادية حيث كان يعمل والده في مجال التجارة، ثم قُطع طريق السفر بين داعش والمناطق التي يسيطر عليها الجيش الحر في شمال سوريا ما اضطره إلى البقاء لفترة طويلة في ديرالزور. متزوج وله ابنة ويبلغ من العمر 24 عام.
التحق بالجيش الحر منذ انخراطه في الثورة المسلحة ضد نظام الأسد ولم يلتحق بأي فصيل آخر وقاتل النظام عند سور مطار ديرالزور العسكري قبل دخول داعش وسيطرتها على المحافظة بالكامل، لتسلب المقاتلين الثائرين سلاحهم وتعطل العمل تحت مسمى (الجيش الحر).
يقول (ر.ح.ر) اعتقلت بتاريخ 20 رمضان 2015 الساعة 2 بالليل، طرقوا الباب وعندما فتحت سألني “أين ر.ح.ر” قلت له: “أنا ر.ح.ر” فقال سترافقنا لمدة 10 دقائق ثم نعيدك. وضعوني في سيارة صغيرة ، لونها أبيض تابعة لما يعرف “بالأمنيين” وبعد مسافة 100 متر تقريباً، أمروني بأن انزع كنزتي وعصبوا عيني بها ثم لفو يداي للخلف وأوثقوها بـ “كلبشة” . وبدأوا بالأسئلة ونحن في السيارة .
حيث دار الحوار التالي:
هو : هل سجلت في دورة استتابة ؟
أنا : لا
هو : لماذا
أنا : لأنني لم أقاتل الدولة الإسلامية.
هو : إذن أنت لم تتب إلى الله.
ثم تابع .. ما هي الأسلحة التي تمتلكها؟
أنا : ليس عندي أي سلاح.
هو : أنت كاذب . نحن نعلم أنك تملك سلاح.
عند هذا الكلام وقفت السيارة دون أن أعلم أين أنا لكن المسافة تقول أننا لازلنا في نفس مدينتي، وما إن دخلنا إلى المقر حتى انهالوا علي بالضرب من كل جهة، ضربٌ استمر لمدة ساعة حتى اعترفت على أنني أمتلك بندقية من طراز كلاشنكوف وأنني أخفيها في منزلي الذي أعيش فيه مع عائلتي.
هو: سنأخذك معنا إلى المنزل لتخرجها ونعود بك إلى المقر لتكتب تعهد على نفسك بعدم اقتنائك لسلاح وأنك أخطأت بحق الدولة لأنك اقتنيت سلاح بدون علمنا.
أنا: حاضر.
عادوا بي إلى المنزل ودون أن يردوا على أيّ من الأسئلة التي طرحها أهلي عليهم. أخرجت البندقية واقتادوني مرة أخرى إلى المقر الذي تيقنت أنه في مدينتي، بقيت فيه لمدة 3 أيام لم يستدعني أحد في اليومين الأولين وعند منتصف ليل اليوم الثالث استدعيت للتحقيق مرة أخرى.
المحقق: ما هي صفتك في الجيش الحر؟
أنا: مقاتل عادي.
المحقق: أين كنت تقاتل؟
أنا: كنت أرابط على جبهة مطار ديرالزور العسكري.
المحقق: هل قتلت أحد من جنود النظام؟
أنا: الله أعلم. خضت اشتباكات في أكثر من مرة لكن لا أعرف تماماً إذا قتلت أحداً أم لا.
المحقق: ما هي مدّة رباطك على المطار؟
أنا: قرابة سنة.
المحقق: هل قاتلت الدولة الإسلامية حين دخلت إلى ديرالزور أو قبل ذلك؟
أنا: لا أبدا، أنا لم أقاتل سوى النظام.
(بعد اجابتي هذه رد المحقق بقوله كاذب وانهال عليّ عدد من العناصر بالضرب وأنا مقيد اليدين ومغمض العنين. وبعد قرابة ربع ساعة من الضرب عاد المحقق للأسئلة).
المحقق: كنت ضمن لواء من الصحوات. أين هم عناصر هذا اللواء؟
أنا: لم يبقَ أحد سواي، كلهم أصبحوا في تركيا الآن.
(عاد العناصر لضربي مرة أخرى وهم ينعتوني بالكاذب ويستفسرون عن أماكن عناصر اللواء الذي كنت أنتمي إليه، ثم عاود المحقق الأسئلة).
المحقق: سجل أسماء عناصر اللواء أو اذكرهم.
أنا: (ذكرت كل الأسماء التي أعرفها وكلما كنت أقف عن الحديث لأتذكر الأسماء يضربني أحد العناصر ويقول “أكمل” وتبقى ضرباته حتى أسرد الأسماء التي أتذكرها).
في اليوم الثاني تم نقلي و3 من المعتقلين الاخرين من سجننا إلى المكتب الأمني “مقر الأمنيين” في مدينة الميادين لنبقى حتى اليوم الثاني. وفي وقت الظهيرة ذاع منادي السجن اسمي واقتادوني من النظارة إلى مكتب التحقيق فقيل لي وأنا مغمض العينين ومقيد اليدين أنه لم تثبت أي إدانته بحقك ولكنك ستخضع لدورة استتابة بأمر من القاضي الشرعي في مدينة الميادين.
اقتادتني ومن معي ممن حكم عليهم بإقامة دورة استتابة دورية مؤلفة من عدد من عناصر الدولة إلى محل التصوير والتقطت لكل معتقل صورتين شخصيتين قيل لنا أنها من أجل التوبة التي تمتد لـمدة 35 يوم لا يسمح الخروج منها ولا يعرف أحد مكانها ولا تتم فيها زيارات،كما أن التنظيم يتكتم على مصير من يخضع لهذه الدورات لحين انتهائها.
يدرس في الدورة بعض من أحكام الإسلام والصلاة وبعض القوانين. وفي نهاتها يتم اختبار من يخضع لهذه الدورات وفق فحص لما قد أعطي من منهاج هذه الدورات، هناك من ينجح ويخرج وهناك من يرسب ويعيد الدورة وهناك من يبايع التنظيم ويتحول إلى دورة عسكرية.
بعد 35 يوم نجحت في الفحص النهائي للدورة وكالعادة تم تقييد أيدنا وعصب أعيننا ونقلنا بشكل جماعي لوسط مدينة الميادين حيث تُركنا الواحد تلو الاخر حتى لا نعرف أين مكان الدورات.