This post is also available in: English
سلسلة من المواد تسلط الضوء على واقع التعليم في ديرالزور … الجزء الثاني
ستنفرد شبكة ديرالزور 24 بنشر سلسة من المواد التي تسلط الضوء على واقع التعليم في
محافظة ديرالزور، سواء المناطق الذي تسيطر عليه قوات سوريا الديمقراطية، أو المناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد والميليشيات الإيرانية.
عانت ديرالزور من الحرب التي طحنت رحاها البشر قبل الحجر ، من خلال الآلة العسكرية المدمرة والأيديولوجيات المختلفة لأطراف الحرب والتي كان لمعظمها الهدف المشترك ذاته ، وهو الإنتقام من شعب المحافظة الثائر ، كان لعشيرة الشعيطات حصة الأسد من المآسي حينما نفذ تنظيم داعش بحق أبنائها مذبحة تصنّف بأنها ثاني أكبر مجزرة في سوريا بعد مجزرة الكيماوي ب1000 قتيل ويزيد قضوا ذبحاً و إعداماً بالرصاص ، ولم يكتفِ التنظيم بذلك بل هجّر جميع أبناء العشيرة المتبقين إلى الصحاري و حكم على كل شاب من أبنائها تجاوز الرابعة عشر بالقتل .
– عودة التعليم بعد زوال داعش ..
عانت العشيرة ببلداتها الثلاثة (غرانيج ، الكشكية ، أبوحمام ) خلال فترة حكم تنظيم داعش الكثير والكثير ، و عادت الحياة إلى جنباتها بعد زواله و انقشاع غمامته عنهم .
ما إن انصرف تنظيم داعش عنهم حتى سارع أبناء الشعيطات إلى إعادة عجلة الحياة إلى طبيعتها تدريجياً في قراهم وبلداتهم و حواريهم ، محاولين تدارك ما تم هدمه على يد داعش ، مجموعة من أبناء العشيرة تنبهوا إلى ضرورة الإسراع في إعادة التعليم إلى أبنائهم الذين افتقدوه لخمس سنوات مضت وبات الجهل يهدد حياتهم ، فأخذوا على عاتقهم مسؤولية إعادة تأهيل مجموعة من المدارس رغم الصعوبات التي ترافق تلك المهمة ، فمع تدمير عددٍ من المدارس و خروجها عن الخدمة و انعدام المستلزمات الخاصة بها ، إضافة إلى الفجوة التي حصلت بين الأهالي و أبنائهم من جهة و التعليم من جهة ثانية ، لم يكن طريقهم معبّداً بالورود ، أحد أبناء عشيرة الشعيطات السيد شهاب الطعمة ، إعلامي وعضو منظمة فراتنا الفاعلة في المنطقة في لقاء خاص مع ديرالزور٢٤ يقول :
” باشرنا العمل في إعادة تأهيل المدارس من خلال مبادرات فردية و دعم ذاتي من بعض أبناء العشيرة و تمكنا من إعادة تفعيل 24 مدرسة في كل من بلدتي أبو حمام و الكشكية ، و استقبلت تلك المدارس هذا العام 17500 طالباََ وهي نسبة مرتفعة مقارنة بالعام الماضي إذ بلغ عدد الطلاب المقيّدين حوالي 12500 طالباََ ”
ومن جانبهم أعاد أبناء قرية غرانيج افتتاح 20 مدرسة في قريتهم و استقبلوا ما يقارب ال 12000 طالباََ هذا العام وبلغ عدد مدرسيهم 260 مدرساََ .
– التحديات التي تواجه التعليم في الشعيطات
يعتمد المدرسون على خبراتهم في التدريس بالإضافة إلى بعض الكتب القديمة التي تعود إلى وزارة التربية بنظام الأسد لعدم توفر مناهج جديدة توافق المرحلة الراهنة و تعتبر هذه المشكلة من المشاكل التي تؤرّق المعلمين بسبب المحتوى الموجّه الذي تتضمنه بعض تلك الكتب ، تضاف إليها الأجر المتدني الذي يتقاضاه المعلم شهرياً ، حيث لا يتجاوز المرتب المقدّم من مجلس ديرالزور المدني 100 دولار أمريكي أي مايعادل حوالي 48000 ليرة سورية ، وهي غير كفيلة بسد احتياجات المدرس طيلة الشهر مما يدفع المدرس للعمل الإضافي لمجاراة الأسعار المرتفعة و القدرة على قضاء الحوائج والالتزامات التي تترتب عليه .
– عمالة الأطفال تمنع عدداً كبيراً من أبناء الشعيطات من التعليم
أمرٌ آخر يضاف إلى معوقات التعليم في الشعيطات ، و هو الفقر المدقع لكثير من العائلات ، الأمر الذي يدفع بهم إلى تشغيل أبنائهم من أجل الحصول على لقمة العيش ، يقول السيد شهاب :
” هناك عدد كبير من الأطفال الذين لم يلتحقوا بالمدرسة إلى الآن تتفاوت أعمارهم بين 6 – 15 سنة ، و يعزى السبب إلى ظروف المعيشة القاسية لأهاليهم أو الأعمال المتنوعة التي يعمل بها أولئك الأطفال ، مما يجعل التعليم لديهم ضرباً من الرفاهية التي هم بغنىً عنها في ظروفهم الحالية ” .
– ماذا قدمت قسد للتعليم في الشعيطات
لم تقدم قوات سوريا الديمقراطية المعروفة بـ ” قسد ” الدعم المرجو للعملية التعليمية في منطقة الشعيطات ، و اقتصرت مساعيها على توفير عدد قليل من المقاعد و بعض السبورات ، وفي هذا الإطار يضيف الطعمة قائلاً :
” قسد لم تقدّم للتعليم في الشعيطات سوى عدد قليل من المقاعد لا يتجاوز 300 مقعداََ دراسياََ وحوالي 45 سبورةََ ” وايت بورد ” وخزانات مياه شرب لم تتجاوز 6 بالإضافة الى الرواتب الشهرية للمعلمين ،
على الرغم من الحاجة الملّحة للمقاعد والكتب وإصلاح المدارس , مع أننا مقبلون على فصل الشتاء حيث تفتقر أغلب المدارس إلى وجود أبواب ونوافذ فيها و لإصلاح دورات المياه الخاصة بالتلاميذ ضمن الأبنية المدرسية ”
و يضيف قائلاََ :
” لا يوجد منظمات مدنية فعلياّّ تدعم التعليم في منطقة الشعيطات سوى منظمة فراتنا للتنمية , و التي قامت مشكورة بإصلاح مدرستين حتى الآن وننتظر المزيد من الإهتمام والدعم من قبل المنظمات الأخرى المعنية في العملية التعليمية والمعلّم لأنه أساس العملية التربوية “.
يعتبر العلم اللبنة الأساسية الأولى لكل مجتمع ، و من خلاله تتحدد هوية و بوصلة المجتمع ، لذلك ، دق أبناء ديرالزور ناقوس الخطر و شمروا عن سواعدهم وبدأوا النحت بالصخر متجاوزين كل العقبات المركونة في طريقهم لإعادة العلم إلى آفاق حياتهم بعدما حرمهم منه مقامرو الحروب وصناع الموت طيلة أكثر من خمس سنوات .
لتحميل الملف بصيغة pdf إضغط هنا
pdf
حقوق النشر محفوظة لصالح شبكة ديرالزور24
للتواصل: