عاشت مدينة البصيرة بريف دير الزور الشرقي، فوضى كبيرة وليلة عصيبة، بعد منتصف ليلة أمس الثلاثاء 22 حزيران/يونيو، عقب مداهمة نفذتها قسد في عدة منازل، حيث طوقت البلدة وفرضت حظر تجوال على الأهالي بحثاً عن خلايا داعش وأشخاصا أرغموا سكانها على دفع مبالغ مالية للتنظيم.
العملية خلّقت جدلاً على مواقع التواصل الاجتماعي، بين مدافعين عنها، ومهاجمين لممارسات بعض عناصر قسد، الذين فرضوا حظر تجوال على البلدة ليلاً لتسهيل انتقالهم وتحركاتهم ومنع المطلوبين من الهروب.
أحداث البصيرة أعادت السؤال إلى أذهاننا مجدداً، حول الوضع الأمني في المدينة، والذي أوصلته خلايا التنظيم إلى الحضيض، فهل ترك الخلايا تتحرك كما تشاء وتهوى هو حل بالنسبة للسكان؟ أو هذه المداهمات أصبحت ضرورة لا مفر منها؟
يوم الجمعة الماضي اعتلى أحد الأشخاص منبر أحد مساجد مدينة البصيرة، وحمّل قسد مسؤولية الفلتان الأمني الذي تعيشه المدينة، وطالبها بوضع حد لخلايا التنظيم وداعميها، الذين يجبرون التجار على دفع الأموال بحجة التبرع فيما يطلقون عليه “الزكاة للمجاهدين”.
ما فعله هذا الرجل ربما انعكاساً لما يقوله الجميع في داخله، الحادثة وغيرها دفعت قسد إلى الدخول بحزم لإضعاف وإنهاء تمرد عناصر وموالين للتنظيم.
رغم عدم وقوفنا مع قسد لكن هناك من يصطنع دور المظلومية في هذه الحوادث، لتحريض الأهالي والعمل على تأجيج حالات الفلتان الأمني بغية استغلالها، فالكثير من هؤلاء يعملون مع التنظيم ويهدفون من حملاتهم على السوشيال ميديا استغلال الأحداث لإضعاف أي حملات أمنية ضده.
في مقالنا هذا لا نتهم الجميع فهناك من يتحدث من باب الغيرة على أهله وبلدته ويحق له ما لا يحق لغيره، لكن دائما علينا أن ننظر إلى الموضوع بمنطقية ونسأل أنفسنا: لو أن هذه الخلايا غير موجودة فهل ستعيش البصيرة وغيرها ليالي الرعب؟