This post is also available in: English
خاص-ديرالزور24
بين فكي كماشة، قطبيها تنظيم داعش وقوات الأسد، يرزح أكثر 250 ألف مدني تحت وطأة حصار خانق، منذ أن سيطر تنظيم داعش على محافظة دير الزور عمل على محاصرة الأحياء التي يتواجد فيها نظام الأسد وهي البغيلية حي الجورة حي القصور قسم كبير من حي الموظفين حي هرابش و الجفرة، عمد تنظيم داعش على عزل هذه المناطق بشكل كامل، فعمل على قطع جميع الطرق المؤدية لها، وبالتالي منع خروج ودخول المدنيين والبضائع والمواد الغذائية والطبية، بدورها قوات الأسد المتواجدة في هذه الأحياء تبتز المدنيين وتفرض عليهم، إقامة جبرية فتمنعهم من المغادرة عبر السبيل الوحيد وهو مطار ديرالزور إلا لمن يدفع مبالغ توصف بالخيالية، جاعلة منهم دروع بشرية وأدوات استثمار لتصريف بضائعهم المنقولة عبر الطيران .
حقيقة الحصار
أحكم تنظيم داعش قبضته على الأحياء الخاضعة لقوات الأسد، حيث قطع كافة الطرق البرية والنهرية وحتى الصحراوية المؤدية لتلك الأحياء، حيث قطع طريق دمشق ديرالزور وطريق الرقة ديرالزور، وأوقف عمل معبر الجنينة النهري , ونشر حواجزه في الط-رق الصحراوية المؤدية لهذه اللمنطقة، تحت ذريعة حصار النظام في مناطقه وقطع طرق الإمداد عنه، من جهة أخرى فإن تنظيم داعش يعتبر جميع المدنيين في تلك الأحياء هم مرتدين يجب عقابهم، وفي واقع الأمر وحسب شهادات لناشطين من الأحياء المحاصرة فإن نظام الأسد هو أقل المتضررين من هذا الحصار، فقوات الأسد تتلقى الإمدادات بالمؤن والذخائر والسلاح والوقود عبر مظلات يلقيها الطيران بشكل يومي , أو عن طريق طيران الشحن الذي يقلع ويحط بشكل شبه يومي في مطار دير الزور تحت أعين مقاتلي تنظيم داعش المتواجدين على تخوم المطار العسكري، واللافت بالأمر وحسب شهود عيان فإن قوات الأسد فتحت قناة تواصل مع تنظيم داعش لإدخال مادة النفط- الخام من مناطق سيطرة التنظيم لمناطق سيطرة قوات الأسد في الأحياء المحاصرة .
الأطفال والجوع والحصار
انعكست ظروف الحصار بشكل كبير على حياة الأهالي، حيث نقص المواد الغذائية والطبية، وخلو شبه كامل للأسواق من كافة أنواع المواد، ماعدا الذي يتواجد لدى بعض التجار ممن لديهم علاقات مع عساكر وضباط قوات الأسد، حيث تبلغ أسعار السلع إن وجدت قيمة شرائية تزيد عشر أضعاف عن سعرها الأساسي، مما جعلها حكرا على شريحة ضيقة جدا من القاطنين ضمن تلك الأحياء، نتيجة لهذه الظروف القاسية، بات الجوع ضيفا ثقيل الظل على جميع البيوت هناك،وأصبح رويداً رويداً يفتك بالمدنيين الذين لاحول لهم ولا قوة، الأطفال المحاصرين هم الشريحة الأكثر معاناة تحت ضغوط الجوع الفتاك، على مدى أكثر من عامين افتقد أطفال دير الزور في الأحياء المحاصرة لكل ما يحتاجه الطفل من اغذاء والرعاية الصحية، مما أدى إلى تفاقم المشكلات الجسدية التي لها علاقة بسوء التغذية والإسهال الحاد وغيرها من الأمراض المرتبطة بالجوع، مما نتج عنه وفاة العديد من أطفال دير الزور لعدم قدرة أجسادهم النحيلة على تحمل أعباء الجوع ونذكر منهم :
- الطفل علي جاسم الكيصوم , العمر 11 سنة , فارق الحياة نتيجة نقص المواد الغذائية والطبية .
- الطفل عقاب صقر العريفي , فارق الحياة نتيجة لنقص الحليب .
- الطفلة رفيف محمود الفنوش , العمر سنة وشهرين فارقت الحياة نتيجة سوء التغذية والإسهال الشديد.
- الطفلة رنيم العلوش , فارقت الحياة نتيجة قلة الغذاء وسوء الرعاية الصحية .
فيما لايزال هناك أطفال يقارعون الموت، حيث يلجأ بعض الأهالي إلى اطعام أطفالهم حديثي الولادة الماء والسكر عله يكون بديلا للحليب، وقد لوحض على أغلب أطفال دير الزور المحاصرين تغير في مشيتهم نتيجة قلة العناصر الغذائية المطلوبة للنمو السليم.
الرعاية الصحية
يعاني القطاع الصحي كغيره من القطاعات من نقص حاد في كافة المرافق، ابتدءاً بقلة الكوادر الطبية جراء مغادرة العديد من الأطباء إلى دمشق، وصولاً إلى قلة الدواء حيث تكاد الصيدليات تخلو من معظم أنواع الأدوية والمستلزمات الطبية . إنتهاءاً بانتشار الأمراض والأوبئة كمرض اللاشمانيا الذي انتشر منذ فترة قريبة وتركزت الإصابات في حيي هرابش والجفرة ووصل عدد المصابين إلى حوالي الألف مصاب بهذا الداء مع تعذر تقديم العلاج اللازم لعدم توفره .
جميع المناشدات والنداءات الإنسانية لإنقاذ مدنيو دير الزور المحاصرين باءت بالفشل، المبادرات التي أطلقها ناشطون مدنيون من أبناء دير الزور لم تلق آذان صاغية، ليبقى أهالي دير الزور المحاصرين يصارعون الجوع والمرض لوحدهم من أجل البقاء.