This post is also available in: English
دأبت داعش ومنذ سيطرتها على معظم ديرالزور، في الثالث من تموز / يوليو عام 2014 على استغلال الأطفال وتجنيدهم لمحاربة من يصفهم التنظيم بالمرتدين والصحوات، إذ يزج التنظيم بالأطفال لمحاربتهم، وكذلك يقوم باستخدامهم في عمليات الانغماس والسيارات المفخخة.
يعمد التنظيم إلى إقامة دورات شرعية وأخرى لتحفيظ القرآن في مدن وبلدات ريف ديرالزور، لا سيما المدن الكبرى كالميادين والبوكمال والعشارة والشحيل بريف ديرالزور الشرقي، حيث يبدأ التنظيم حينها ببث سمومه بين الأطفال وإقناعهم أن الدولة ” داعش ” هي الصح، والباقي كلهم على خطأ ويتوجب محاربتهم بكل ما أوتي من قوة، هكذا يبدأ التنظيم لكن التطبيق يكون بجلب الأطفال إلى معسكرات التدريب في ريف ديرالزور، لتدريبهم على السلاح وأن الطفل ستعجبه الفكرة الممنوعة أصلاً اجتماعياً.
” عمر ” طفل يبلغ من العمر ثلاثة عشر عاماً، وهو من مدينة الميادين بريف ديرالزور الشرقي، كان يعمل في محل لبيع اللحوم في وسط المدينة، وتعرف على عناصر من داعش خلال عمله الذين استغلوا عمر، وبدؤوا بسحبه إلى صفوفهم، إذ ترك عمر مصدر رزقه واتجه إلى داعش لينتسب إليهم، لكن ليس كإداري أو عامل بل عسكري، خضع عمر لتدريب عسكري من داعش قدموا له راتب شهري ما يقارب 100$ في المرة الأولى، بقي عمر مع التنظيم لشهرين متتالين ليأتي اليوم الذي يتوجب على عمر الذهاب إلى الجبهات للمشاركة في القتال، شارك في معارك بمحيط مدينة ديرالزور ليقتل هناك ويدفن في الميادين.
تقول أم عمر: أن ابنها منذ أن ترك محل اللحوم بدأ يتغير بشكل كبير، حرّم علينا مشاهدة التلفاز وأشياء أخرى بحجة عدم شرعيتها، حاولت مراراً أن أبعده عن التنظيم لكن لم أستطع، تضيف والدته:
غاب عمر عني أسبوعاً كاملاً فذهبت للسؤال عنه لدى داعش، فقالوا لي أنه ذهب ليقيم شرع الله في ديرالزور.
عمر لم يكن الضحية الأولى ولا الأخير لداعش، ” صالح ” طفل يبلغ من العمر 15 عاماً هو الآخر كان ضحية لداعش، اقتنع صالح بتنظيم داعش من خلال الدروس الشرعية التي يقيمها التنظيم في ريف ديرالزور، وتعرف على طفل آخر من مصر، الذي أقنعه أيضاً بالتنظيم ليكون ” صالح ” مقاتلاً في ما يعرف ” أشبال الخلافة الإسلامية ” ولم يكن صالح مرتاح البال في دخوله للتنظيم ، لم يتمم شهره الأول معهم حتى فرّ منهم إلى مناطق الثوار في شمال سوريا، يقول صالح:
أن التنظيم من الداخل مهتز كثير ويفعل أشياء يحرمها على العالم، نجوت منهم لأني سأموت حتماً حين يدفعونني إلى جبهات خاسرة.
بيد أن اختراق داعش للأطفال وزرع الأفكار التكفيرية الظلامية في نفوسهم، هي ما جعلت الأسرة فيما بينها تكون مختلفة في الرأي والتوجه، طفل من مدينة القورية يكنى ” بأبي قتادة ” الذي انضم إلى داعش، وأدلى ” أبو قتادة ” بمعلومات لداعش عن شقيقه الذي يقاتل في صفوف أحرار الشام بريف إدلب، الأمر الذي دفع داعش إلى مصادرة منزله واعتقال شقيقه الأكبر الذي ما زال إلى الآن مجهول المصير لدى داعش، ليقتل أبو قتادة في العراق بعد عشرين يوماً من انضمامه للتنظيم ، بيد أنه لم تعد جثته لأهله إذ بقيت بيد الحشد الشعبي بحسب ما قالت داعش لذويه.
العشرات من الأطفال في ديرالزور وريفها ما يزالون يؤمنون بفكر داعش ويقاتلون معها، كيف سيواجه الأهالي أنفسهم وأبناءهم بين تنظيم داعش والثوار ؟
كيف سيكون الحال بعد دحر تنظيم داعش من ديرالزور وهذه هي المعضلة الحقيقية التي تحتاج إلى حل جذري. !!