This post is also available in: English
بعد أن أُعلِنت الخلافة الزائفة للبغدادي، وبدأت دعوات ما يسمى بالهجرة إلى المناطق التي سُلمت “تسليماً” لعصابات داعش بعد انسحاب القوات العراقية من ثلاث مدن كبرى، واحتلاها من قبل التنظيم الإرهابي؛ توهم داعش بأنه حصلت على مقومات الدولة، خصوصاً بعد ترك العتاد والأسلحة والمعدات من قبل القوات العراقية والتي تكفي لمدة أربع أو خمس سنوات.
لا نريد هنا أن نكون من فريق دعاة المؤامرة، ولكن؛ نتساءل: ألم يكن من الأحرى تحريك ولو فصيل مسلح واحد باتجاه الموصل؟ أو طائرة واحدة لقصف مشاجب السلاح أو مخازن السيارات؟ لنعترف بأن اللعبة الكبيرة التي صنعتها إيران وأعوانها في المنطقة تمت بنجاح من خلال تحويل مناطق أهل السنة في العراق وسوريا الى حلبة صراع مشتعلة حرقت الأخضر واليابس. فقد تم تجنيد أكثر من ٨٠ ألف مقاتل أجنبي بين عامي ٢٠١٣ و٢٠١٦ للقتال في صفوف تنظيم داعش، وأغلبهم أتوا من تونس وليبيا والسعودية ومصر وألمانيا وفرنسا والقوقاز والصين وكندا.
شكَّل الأجانب نسبة تصل إلى ٨٥ في المائة من مقاتلي داعش، وعلى الرغم من العملية التي بدأت في منتصف عام ٢٠١٦ لاجتثاث جذور التنظيم في العراق وسوريا؛ إلا أن أكثر من ٢٠ ألف مرتزق أجنبي يقاتلون في صفوفه حتى الآن. أي أن التنظيم خسر ما يقارب الـ ٦٠ ألف مقاتل في خطط عسكرية مكررة، وقرارات عصبية متهورة، ومحاولات صمود يائسة.
بعد مقتل قيادات الصف الأول مثل العدناني وغيره؛ استبدل داعش معظم القيادات الميدانية بقيادات محلية ضعيفة متخبطة، وانشق الجزء الأكبر ممن تبقى من العناصر المهاجرين وانضموا إلى مجموعة حراس الدين المعادية لداعش والموالية لتنظيم القاعدة، بينما هناك عدد كبير منهم في قبضة الأكراد الذين يعتبرون الحليف الأول بالنسبة للتحالف الدولي.
كل ذلك يزيد من شلل وتفتت التنظيم والذي يحاول بدوره إعادة تدوير صورته المتصدعة وتسويق خسارته على أنها انتصار وبطولة من خلال مؤسساته الإعلامية والبروباغاندا الزائفة، سواء كان هذا التلميع لصورة التنظيم من خلال تخصيص مقال في الصحيفة الرسمية للتنظيم “النبأ” أو من خلال منشورات القنوات الموالية على التيليجرام مثل “مؤسسة المهاجرين” والتي تحاول عبثاً تجميل عيوبهم وسوءتهم وإظهارهم بشكل المنتصرين، وإعطاء العناصر المهاجرين جرعات عسكرية ودينية مهدئة، وكذلك من خلال تحريضهم للقيام بعمليات في بلدانهم عن طريق فيديوهات تنشرها مؤسسات موالية لداعش مثل الصقري والبتار والعبد الفقير.
من ينظر ويتمعن في تاريخ التنظيم بتجرد؛ سيجد المئات من علامات الاستفهام التي يحاول التنظيم شطبها بدلاً من الإجابة عنها. وأكبر علامات الاستفهام هذه هي من يسمون بالمهاجرين.
فما هو مصير من تبقى منهموما الذي يخطط له هذا التنظيم المتفتت؟
بقلم عمر أبو ليلى
المدير التنفيذي لشبكة ديرالزور24