This post is also available in: English
الطفل عقاب حكاية من حكايا حصار ديرالزور
عقاب صقر العريفي قصة جديدة من قصص القهر و الألم التي تعيشها الأحياء المحاصرة داخل مدينة ديرالزور.
عقاب من مواليد حي الجورة في ديرالزور ولم يمضي في حياته أكثر من ثلاثة أشهر و نصف من هذه الحياة ليودعها بعد أن عاشها كلّها تحت عذاب الحصار و الجوع .
توفي عقاب منذ أيام إثر نقص في التغذية و الدواء جراء الحصار الذي تفرضه داعش على الأحياء الخاضعة لسيطرة قوات الأسد في ديرالزور , هذا الحصار لا يستهدف إلا أبناء الحي المدنيين حيث أنّ قوات الأسد ما زالت تستقبل الإمدادات وتصلها باستمرار من المطار العسكري بينما الأهالي هم الضحية وهم من يتحملون عذاب هذا الحصار وقسوته.
عقاب صقر الحسن العريفي والدته منار كسار الدغيم بدأ معاناته منذ ولادته, حيث أنّ والدته كانت تعاني من نقص في الحليب , وذلك لعدم تواجد مادة الحليب في الأسواق.
عاش عقاب أيامه الأولى على اليانسون و النشاء المخلوطين بالماء لكن هذه المواد لم تغنيه عن مادة الحليب الأساسية لأي طفل ما أدى إلى حالة جفاف و فقر دم لدى الطفل.
يروي لنا أحد المقربين من عائلة الطفل أن ذويه حاولوا إسعاف الطفل بأي طريقة , حيث توجهوا إلى جميع المشافي المتوفرة في الأحياء المحاصرة , بيد أن هذه المشافي لم تكن تحتوي حتى طبيباً واحداً لمعالجة المرضى .ففي المشافي اقتصر التواجد الطبي فيها على عدد من الممرضات اللاتي لا يملكن ما يستطعن فعله تجاه هذه الحالات الخاصة .
يقول لنا قريب الطفل :
إن هؤلاء الممرضات لا يكترثنلأي حالة تأتيإلى المشفى و أنّ حالات كثيرة مثل حالات عقاب تتوافد على المشفى دون اكتراث أو اهتمام من قبلهن.
نعم .. مات عقاب ليكون حكاية من حكايا معاناة أهالي ديرالزور الذين يموتون بين نيران القصف الأسدي والروسي والقتل الداعشي بكل أصنافه.