This post is also available in: English
صورة المقال تعبيرية
أحد عشر عام انقضت، ولايزال القهر والألم المرافق لذكرى مجزرة الجورة والقصور يوجع أبناء ديرالزور.
مشاهد يندى لها الجبين، الأشلاء متناثرة في كل مكان، ودم الضحايا لا يزال ساخناً يرفض أن يجف قبل أن يحاسب المجرم الطليق الذي يعيث في الأرض فساداً ودماً.
أحد عشر عاماً ورائحة الموت تفوح حتى اليوم في أنحاء المدينة، التي تئن بصمت وتندب أبناءها الذين قتلوا بسلاح الغدر والطائفية والحقد.
مجزرة حي الجورة التي حفرت في ذاكرة ديرالزور، أو مايعرف بمجزرة الحرس الجمهوي الذي أفرغ حقده في جثث أبناء المدينة، فمئات الجثث قد نال الرصاص منها، وأخرى مزقتها سكاكين العداء، والبعض تفحمت بفعل النيران التي أضرمت فيها، دون أن تستثني من وحشيتها طفلا أو امرأة أو عجوز..
إنه الثلاثاء الأسود.. في مثل هذا اليوم منذ أحد عشر عاماً، اقتحمت الفرقة الرابعة التابعة في قوات الأسد حيي الجورة والقصور في ديرالزور، مدعومة بعناصر عرف الذين شهدوا المجزرة بلكنتهم “الفارسية”.
اضطلع بقيادة الحملة قائد قوات الحرس الجمهوري المقتول “عصام زهر الدين” وقائد كتيبة المهام الخاصة بالحرس المقتول “علي خزام”، وقد عرفا بإجرامها غير المحدود، وكانت مقبرتهما في المدينة التي شنعوا بأبنائها إثر انفجار ألغام فيهما.
امتلأت الشوراع بمئات القتلى، وغصت البيوت بعائلات مذبوحة عن بكرة أبيها، فيما ظل المئات أيضا في عداد المفقودين حتى يومنا الحاضر..
أحد عشر عاماً ودموع الأمهات والثكالى لا تزال تنهمر بحرقة تكاد تشعل قلوبهن، وصور الضحايا لا يزال شبحها يخيم على المدينة، وأرواحهم تتجول في المدينة تبحث عن العدالة لتهدأ وترقد بسلام..
مئات الوثائق والتقارير تؤكد ارتكاب “الأسد” وداعميه وميليشياته لعشرات المجازر، بدءً من التنكيل بالمعتقلين، مروراً باستخدام الكيماوي.. وارتكاب عشرات المجازر، والمجرم لا يزال حراً طليقاً، وأرواح الضحايا لا تزال محبوسة في غياهب القهر والظلم.