This post is also available in:
English
أعلن نادي الفتوة الرياضي في محافظة دير الزور، يوم أمس، عن توقيعه الرسمي مع اللاعب بهجت جودت النايف، الملقب بـ”برنوس”، في خطوة لاقت تفاعلًا واسعًا في الأوساط الرياضية المحلية.
وفي هذا السياق، أجرت شبكة دير الزور 24 لقاءً خاصًا مع اللاعب، الذي سبق أن التقيناه قبل سنوات أثناء تواجده في تركيا. واليوم، نعود لنروي فصلا جديدا من مسيرته الرياضية الملهمة.
بهجت، الشاب الطموح، غادر سوريا هربًا من بطش نظام الأسد وتنظيم داعش، حاملاً معه حلمًا لم ينطفئ أبدًا: أن يصبح لاعب كرة قدم محترفًا.
يتحدث بهجت عن بداياته قائلا:
“وصلت إلى أورفا وأنا في الرابعة عشرة من عمري. بدأت التمرين مع نادي الفرات، الذي كان يشارك في بطولات محلية مهمة، ولعبت في صفوف فئة الشباب ثم الفريق الأول. خلال تلك الفترة، تلقيت عروضًا من أندية مثل بيوك شهير، كاراكوبري سبور، وهاتاي سبور، لكن مسألة الأوراق الرسمية حالت دون انضمامي لأي منها.”
“شاركنا لاحقًا في بطولة كروية كبيرة أُقيمت في أنطاكية بمشاركة 24 فريقًا، مثلنا فيها نادي أورفا، وتمكّنا من إحراز المركز الأول. كما نلت جائزة أفضل لاعب في البطولة من بين 425 لاعبًا، وسط متابعة من لاعبين دوليين أتراك. وقد لفتُّ الأنظار بشكل كبير خلال تلك البطولة.”
“بعد نحو 15 يومًا من نهاية البطولة، تواصل معي نادي عصملي سبور ودعوني لاختبار، اجتزته بنجاح. انتقلت بعدها إلى أنقرة لاستكمال الإجراءات، حيث وعدتني إدارة النادي بالحصول على الجنسية التركية الاستثنائية. لكن فجأة، تلقيت تهديدات مباشرة من أشخاص مرتبطين بالنظام السوري، مفادها: ’إذا وقّعت لهذا النادي، سيتم اعتقال عائلتك في سوريا.‘ واضطررت للعودة إلى أورفا تحت ضغط شديد.”
“بعد التشاور مع والدي، قررت مغادرة تركيا نهائيًا، وسافرت إلى الإمارات، حيث لعبت لنادي اتحاد كلباء ضمن دوري المحترفين. وهناك، تلقيت عروضًا من ناديي الذيد التابع للشارقة والظفرة، وهما من أندية الدرجة الأولى. لكن قانونًا إماراتيًا كان يشترط إقامة اللاعب السوري في الدولة لمدة خمس سنوات حتى يتمكن من اللعب في الدرجة الأولى، مما حال دون انضمامي إليهما.”
“بعد سقوط نظام الأسد البائد، عاد إليّ حلم اللعب لأحد الأندية السورية. تواصل معي السيد أحمد أبو علوش، ومن هنا بدأت أولى خطوات العودة إلى الوطن من خلال نادي الفتوة، وقعت عقدا احترافيا لنادي الحلم، وأتمنى أن أكون عند حسن ظن الإدارة والجماهير الحبيبة.”
واليوم، يعود “برنوس” إلى مسقط رأسه عبر بوابة نادي الفتوة، ليكتب فصلًا جديدًا في مسيرته الكروية، وسط ترحيب واسع من جماهير دير الزور وعشاق النادي الأزرق، الذين يرون فيه نموذجًا للإصرار، والتحدي، والأمل.










