تعتبر بلدة حطلة في محافظة ديرالزور من أهم مراكز نشر التشيّع في المنطقة منذ ثمانينيات القرن الماضي و حتى وقتنا الحالي .
القرية الصغيرة القابعة على ضفاف نهر الفرات عند المدخل الشمالي لمدينة ديرالزور كانت بيئة حاضنة لأوائل المتشيعين في المنطقة الشرقية و الذين كانوا بمثابة أحجار أساس لمشروع التشيّع و نواة و نقاط جذب لنشر المذهب الشيعي و أمسوا حاملين لألوية الدفاع عن الوجود الشيعي في المنطقة الشرقية .
“ياسين المعيوف ” و ” حسين الرجا ” اسمان يعرفهما أبناء ديرالزور جيداً ، فهما حجر الأساس للتشيّع في ديرالزور ، من أوائل من اعتنق المذهب الشيعي و قدما لإيران السمع و الطاعة ، فأصبحا أيقونات للتشيّع في ديرالزور ، ينحدر “المعيوف ” و ” الرجا ” من بلدة حطلة ، و فيها بدأا بتفعيل نشاطهم الدعوي الرامي لنشر المذهب الشيعي في المحافظة السنية منذ بداية حقبة الثمانينات .
استمر عملهم الدعوي المدعوم إيرانياً عبر التنسيق مع نظام الأسد الأب والإبن حتى قيام الثورة السورية عام ٢٠١١ ، حيث سارعوا إلى وضع أنفسهم تحت تصرف إيران التي أصبحت اللاعب الرئيس في مسرح الأحداث في سوريا مع بداية الحراك الشعبي المناهض لنظام الأسد الذي ترعاه طهران .
عمل الرجلان في الفترة الممتدة بين ٢٠١١-٢٠١٧ في الخفاء تحت إمرة إيران التي شكلت الميليشيات الرديفة لجيش الأسد .
في عام ٢٠١٧ و مع بداية الحملة العسكرية الأسدية-الإيرانية المدعومة روسياً ، للسيطرة على محافظة ديرالزور من جديد بعد سنوات على خسارتها لصالح الجيش الحرّ ثم تنظيم داعش لاحقاً ، عادت أسماء المعيوف و الرجا للأضواء من جديد ، وذلك بعد الدور الذي لعبوه في تجنيد أتباعهم و أعداد من أبناء ديرالزور في المليشيات الإيرانية التي باتت تسيطر على المحافظة ، و برزت عدة أسماء شغلوا مناصب عسكرية ضمن الميليشيات كقادة عسكريون ، جلّهم من قرية حطلة نذكر منهم :
١ – طارق ياسين المعيوف و هو أحد القادة العسكريين في حزب الله السوري مجموعته أول من دخل بلدة حطلة إبّان الحملة الروسية-الإيرانية-الأسدية في أكتوبر/ تشرين الأول ٢ج١٧
٢- أمين حسين الرجا :
ابن حسين الرجا ، عضو مجلس الشعب و أحد المنسقين العسكريين في قرية حطلة . بعد سيطرة النظام لقرية حطلة عمل على استقطاب النازحين للعودة إليها عن طريق المصالحة و منحهم الامتيازات لكل من ينضم إلى الميليشيات الإيرانية المساندة للنظام على رأسهم ميليشيا حزب الله ، حركة النجباء و لواء فاطميون .
٣- نوري حسن البلعط :
يعتبر ” البلعط ” من أوائل أبناء بلدة حطلة الذين تخرجوا من حوزات ايران، له مجموعة تقاتل مع الميليشيات المساندة لنظام الأسد .
٤- أيوب الرجا :
قائد مجموعة عسكرية تقاتل مع المليشيات الإيرانية المساند للنظام .
تحاول هذه الشخصيات كسب ودّ الناس وإيهامهم بأنهم هم الأصلح والأفضل و إقناعهم بالإلتحاق و التطوع في صفوف الميليشيات الشيعية، وزجهم بالمعارك وجعلهم بالمقدمة على خطوط النار .