This post is also available in: English
يتابع تنظيم داعش سياسة وضع اليد على أموال المواطنين والعامة، والاحتيال على المدنيين في ديرالزور، فمنذ سيطرته على أجزاء واسعة من ديرالزور، في الثالث من تموز / يوليو، عام 2014، سعى التنظيم إلى جمع المال بأي وسيلة كانت، فكان من ضمن وسائله في ذلك فرض الضرائب على المدنيين والتجار بحجة “الزكاة”.
الزكاة التي يحددها داعش على الأهالي في ديرالزور، على التاجر والفقير، فرض الزكاة يكون عبر ديوان يطلق عليه التنظيم اسم ديوان الزكاة، ويقوم عناصره بالتجوال إلى المحلات التجارية لجمعها، إذ يرى التنظيم البضائع الموجودة في المحل ويقدرها ومن ثم يضع الزكاة التي تناسبه، والتي تصل أحياناً إلى أرقاماً خيالية.
الحرب والفقر وزكاة داعش
تفرض داعش الزكاة في وقت لا يستطيع فيه المدني تأمين احتياجات أطفاله، فكيف له أن يدفع الزكاة ثم يدفعها لداعش لتأتي بدورها أن تسرقه أمام عينه ! , فداعش يزعمون أن الزكاة تذهب للفقراء، وإصلاح المدن والبلدات، ولا شيء على الأرض يتغيّر، لا فقير يحصل على المال، ولا تطوير في مناطق داعش، حيث تقوم بتوجيه هذه المبالغ التي تقدر بملايين الدولارات للصرف على العمليات الحربية.
سعود أحد أصحاب محال المواد الغذائية في ريف ديرالزور، أخبرنا: أنّ داعش يترددون شهرياً إلى محله ليدفع الزكاة، و أن داعشي تونسي فرض عليه الشهر الماضي 70 ألف ليرة سورية، ومن قبلها داعشي آخر من مصر فرض عليه 75 ألف ليرة سورية، يقول سعود :أنه لا يمكن أن تناقشهم حول الزكاة فقط ندفع ومن عين تبكي وأخرى تضحك، ولا يحق لنا المطالبة ولا الاعتراض وإلا فالسجن هو البديل.
أبو عمر هو الآخر صاحب محل لبيع الحديد في مدينة الميادين يقول أنّ الزكاة كانت وراء إغلاق محله في المدينة ، فلم يعد بمقدوره دفع الزكاة وآجار المحل، فوجد أن إغلاق المحل هو الحل، فبات اليوم يعمل على سيارته لنقل الأهالي بين القرى القريبة من مدينة الميادين بغيو التخلّص من الزكاة أو الضرائب إن صح التعبير.
أين تصرف مبالغ الزكاة
أم عمر حاجة من منطقة ” الشعيطات ” وتقيم حالياً في قرية بقرص، بريف ديرالزور الشرقي، تقول أم عمر :
أنّ التنظيم أعدم ثلاثة من أولادها، خلال معارك الشعيطات، وأنها تعيش من أي شيء يعطيها إياه الأهالي، فلا يوجد لها معيل سوى الله، تقول المرأة السبعينية ” أنها تذهب إلى ديوان الزكاة لتطلب المساعدة، فيوافق الداعشي على ذلك، لكنه يرفض أن يعطيها أي شيء، ولا حتى قليل من السكر كون أبنائها مرتدين، وهي أمهم، وتواصل كلامها قائلة:
على مدى شهر كامل أذهب ولكن دون جدوى، حتى آخر مرة وضعوني في سجن لساعة كاملة وهددوني أّني إذا عدت فسوف أتعرض للسجن والضرب”.
لم يتوقف أسلوب المراوغة لدة الداعش على أم عمر، فهي مرتدة وأبناؤها مرتدون، لكن الأب الذي فقد أبنائه بقصف التحالف الدولي على ريف ديرالزور، لماذا لا يعطيه التنظيم زكاة يساعده في الحياة الصعبة.. !
أبو محمد فقد ولداه الوحيدين، بغارة للتحالف الدولي , وطلب من التنظيم أن يخصصوا له مبلغاً مالياً يعتاش منه، لكن التنظيم رفض قائلاً: أنت رجل ومسلم ابحث عن عمل واجلب المال، نحن لسنا هنا لنعيلك، المهاجرون تركوا عوائلهم ولهم الحق في أن نعوضهم، فهم أحق منك بها يا شيخ”.
الجدير بالذكر أن داعش في وقت سابق قد قامت بنشر إنفوغرافيك عبر وكالة أعماق التابعة لها عمّا أسمته توزيع مبالغ مادية على الفقراء والمحتاجين، كزكاة من ” بيت مال المسلمين ” التابع لها، حيث تصدرت حلب المناطق الأخرى من حيث حجم المبالغ الموزعة.