This post is also available in: English
دير الزور24 (حصري):
بعد خمس سنوات على هزيمة تنظيم داعش في محافظة الرقة شرق سوريا، مازالت آثار ومخلفات هذا التنظيم الخطيرة تهدد حياة عشرات الآلاف من المدنيين، إذ كشفت مصادر رفيعة في “التحالف الدولي ضد تنظيم داعش في سوريا والعراق”، عن تدمير التحالف الدولي لكمية كبيرة من غاز الخردل والتخلص منها دون أن تسبب أي ضرر للمدنيين.
عملية تدمير مخزون غاز الخردل، أحد أخطر الغازات الكيماوية، الذي كان في حوزة التنظيم تمت وفق مصادر خاصة بدير الزور24 حصل في عطلة نهاية الأسبوع الماضي بتاريخ 12-2-2022 , بينما كان التحالف الدولي قد وصل لهذه المواد منذ عام 2020 ، حيث تم تفجير المواد بعد إشراف مجموعة من الخبراء في التحالف الدولي من المتخصصين بالأسلحة الكيماوية، حيث استخدم الخبراء 2250 رطلاً من مادة الـ C4 للقضاء على ما تبقى من هذا الغاز السام.
وفي التفاصيل الحصرية التي حصلت عليها دير الزور24 ، فإن منظمة دولية مختصة في الكشف عن الألغام قد عثرت على مخزون من هذا الغاز في أحد المواقع في مدينة الرقة، خلال عملها لإزالة الألغام، وعلى الفور أبلغت المنظمة قيادة التحالف الدولي بوجود مخزون من الغاز المجهول ليتبين لاحقاً أنه غاز الخردل.
المنظمة التي تعمل في سوريا والعديد من الدول الإفريقية والمتخصصة بإزالة الألغام والخدمات الإنسانية للدول التي تعاني من الحروب، ساهمت بشكل فعّال في توفير العثور على هذه الغازات خلال عملها في الرقة على مدى أربعة أعوام.
بدورها، تواصلت دير الزور 24 مع عدة أطراف مسؤولة في التحالف الدولي لمتابعة خلفية هذه الغازات وكيفية نقلها إلى خارج المدينة من دون أضرار بشرية، وأكدت مصادر مسؤولة في التحالف أن الغازات التي جرى العثور عليها هي من غاز الخردل السام، كان التنظيم يعتزم استخدامه ضد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، خلال معركة الرقة لكن على ما يبدو أن تسارع الأحداث والضربات المتتالية للتحالف الدولي حال دون استخدام هذه الغازات, ما جنب المدينة خطر قاتل ضد قسد أو من تبقى من المدنيين العالقين في المدينة.
وأوضح المصدر لـ”دير الزور 24″ أن الغازات كانت معبئة في قذائف هاون بكميات كبيرة قادرة على إلحاق الضرر بأعداد كبيرة من المدنيين، مشيراً إلى أن عدد القذائف التي تم إبطال مفعولها وصل ما يقارب 300 قذيفة مورتر من نوع 18- 200 ملم).
وبحسب المصدر المسؤول، فإن استخدام هذه القذائف كان قد يسبب كارثة إنسانية كبيرة في مدينة الرقة، إلا أن التحالف الدولي من خلال فرقة الكيمياء المتخصصة تمكن من التخلص من هذه الغازات في بادية الرقة، حفاظاً على سلامة المدنيين وخشيةً لتسرب الغاز إلى الأوساط المدنية.
غاز الخردل، هو أحد أسلحة نظام الأسد وتنظيم داعش، ومن أخطر الأسلحة الكيماوية وهو مركب سائل برتقالي اللون يصدر بخاراً له رائحة كالثوم أو البصل، أما الشخص الذي يتعرض له فيصاب بالحروق والتقيؤ والإسهال وصعوبة التنفس والعمى بشكل قد يؤدي إلى الموت والإصابة بالسرطان.
وكان تنظيم داعش قد استخدم غاز الخردل في هجوم شنّه على الفصائل المسلحة للمعارضة السورية في بلدة مارع في ريف حلب، ما أدى إلى إصابة 20 شخصاً على الأقل وفق تقرير منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، ما يشير إلى محاولة داعش استخدام هذا الغاز مرة أخرى في مدينة الرقة.