فراس علاوي – ديرالزور 24
يبدو أن محافظة ديرالزور بدأت تعود للواجهة مجدداً، بعد سقوط حلب بيد نظام الأسد وحلفاؤه، ويبدو أن ذلك أعطى دفعاً لنظام الأسد والمليشيا الموالية له بالتفكير مجدداً في العودة لديرالزور التي بات مصيرها بات في حكم المجهول في ظل صراع كبير على النفوذ بين قوى متعددة.إيران التي رأت نفسها خارج كعكة حلب وعلى جانب الإتفاق الروسي التركي، بدأت تبحث عن مكان جديد لنفوذها والتي رأت في ديرالزور القريبة من مناطق نفوذها في العراق موطئ قدم لها.
فبدأت بإرسال رسائل إستفزازية عبر ذراعها العسكري في العراق، وهو الحشد الشيعي الذي بدأ بتسريبات عن نيته التوجه لديرالزور عقب الإنتهاء من معركة الموصل، وهذا يؤكد النية الإيرانية للعودة من نافذة ديرالزور.
بذات الوقت يبدو أن هناك محاور أخرى تعمل عليها قوى داخل نظام الأسد تريد إستعادة ديرالزور دون أن يكون للحشد أو غيره من القوى الأخرى دور في ذلك.
لكنه بذات الوقت إعتمد على مليشيا أخرى أبرزها حزب الله اللبناني الذي زاد من عديد قواته في ديرالزور وكذلك قوات الجليل الفلسطينية وقوات ما يسمى الدفاع الوطني ومليشيا محلية من أبناء المنطقة تعمل لصالح نظام الأسد، بالإضافة لمليشيا يتم تصنيعها في أروقة نظام الأسد من قبيل حشد الجزيرة والفرات والذي يبدو أنه لاقى صعوبة في قبوله من أبناء المنطقة فلجأ النظام لاستقدام شخصيات يعتقد أن لها تأثير على الحاضنة الشعبية في ديرالزور والتي لازال يعول على العشيرة وواجهتها الإجتماعية على شاكلة نواف البشير وغيره.
ويسعى نظام الأسد لإلباس هذا الحشد ثوب العشائرية من خلال تلميع بعض الشخصيات الموالية له، وكان لابد لنجاح هذه الخطة إلباسها لباس آخر حتى يضمن قبولها وذلك بتصويرها قوى وطنية همها تحرير المحافظة من الإرهاب على حد زعمه.
فكانت عودة بعض الشخصيات من أجل استكمال هذا المخطط والذي يبدو أنها ستلعب دوراً محورياً في المرحلة القادمة من الأيام في تحديد ملامح الصراع على المنطقة.
بذات الوقت فالأخبار القادمة من واشنطن تقول بأن الصراع في المنطقة الشرقية من سوريا سيبدو أكثر وضوحاً في عهد إدارة ترامب والتي يبدو أن النفوذ الإيراني في المنطقة لا يروق لها.
وهي ربما فرصة سانحة للقوى الكردية والقوى الحليفة معها والتي تحظى بدعم أمريكي لكي تمد نفوذها نحو المنطقة الغنية بالنفط والتي يسيل لها لعاب الإدارة الأمريكية القادمة من خلفية إقتصادية نفطية وليست إستراتيجية سياسية.
على الضفة الأخرى لا وجود لمشروع واضح من قبل الفصائل المعارضة والتي تمثل القوى العسكرية للمنطقة والتي تغط في سبات عميق وخلافات كبرى على جميع الأصعدة العسكرية والسياسية والإعلامية هذه الخلافات دفعت القوى التي تعمل على الحل إلى تهميشها بشكل كامل حيث شهدت الإجتماعات التحضيرية لمؤتمر الآستانة غياباً لجميع فعاليات المحافظة العسكرية والسياسية حتى الإجتماعية عنها مما يعني عودة تهميشها مجدداً.
غياب التنسيق والعمل الموحد جعل الفرصة تذهب من بين أيدي أبناءها وربما ستكون المنطقة عرضة لقوى أخرى خارجية تتحكم في مصيرها في ظل هذا الإنقسام وعدم وجود عمل حقيقي على الأرض لتوحيد جهودها.
الوقت بات ينفذ وربما أيام معدودة باتت أمام تلك القوى لتحديد موقفها وتجميع كلمتها حتى تستطيع أن يكون لها دور فاعل في مستقبل المنطقة الشرقية التي يعاني أهلها التهجير والنزوح والموت والتي ربما ستدفعهم للقبول بأي حل يعيدهم لمنازلهم حتى لو كان هذا الحل على حساب قناعاتهم وأهدافهم التي خرجوا من أجلها.