This post is also available in: English
مدينتان.. واحدة في سوريا والأخرى في العراق، تتقاسمان في هذه الأيام ذات المصير وتعايشان ذات ظروف الحصار المريرة، فالأولى تحاصرها داعش وتستخدم قوات الأسد المدنيين كدروع بشرية، أما الثانية فتحاصرها قوات الحكومة العراقية والميليشيات الموالية لها وتتخذ داعش من المدنيين فيها دروع بشرية هي الأخرى.
السكان المدنيين في الفلوجة وضواحيها من الصقلاوية، وقرى أبو سديرة، والبقارة والسجر، والكرمة، يعانون حصاراً شاملاً منذ ثلاثة أشهر، وغالبيتهم بدأ يأكل الحشائش وعلف الحيوانات وأصبح أطفالهم تحت وطأة مجاعة مخيفة تهدد بموت الكثير منهم.
ويبلغ عدد السكان المدنيين في الفلوجة نحو 30 ألف مدني، أجبرهتم «داعش» على عدم الخروج لمناطق آمنة والعيش كرهائن يحتمي بهم التنظيم في المواجهات المسلحة ضد الحكومة العراقية، حيث نفذت المواد الغذائية والطبية، من الأسواق، والصيدليات والمراكز الطبية، منذ شهر وإنّ حليب الأطفال أصبح مادةً في طي النسيان تماماً، وإنّ الناس تعيش مجاعة حقيقية.
وشهدت المدينة أكثر من 10 حالات وفاة لمرضى السكري، بسبب فقدان مادة الأنسولين، أما المواد الغذائية في المدينة فأسعارها مرتفعة جدآ هذا إن وجدت، حيث وصل سعر كيلو الطحين إلى 100 ألف دينار عراقي، وبدأوا يأكلون الحشائش وأوراق الشجر حتى يسدوا رمقهم.
وسابقاً كانت هناك منافذ باتجاه مدينة الرمادي، تؤمن المواد الغذائية والطبية للعائلات المحاصرة هناك، ولكن بعد أن تم تحرير الرمادي من داعش أدى ذلك لانقطاع المؤن والمواد الغذائية عنها بشكل كامل.
وكشف شاهد عيان من داخل مدينة الفلوجة -رفض كشف اسمه- أنّ المدينة ستكون مضايا ثانية إذا استمر الحصار لفترة أطول وقال ” اليوم نعيش كارثة إنسانية حقيقية ستسفر عن هلاك العشرات بسبب الجوع والمرض”، وأضاف : أنّ العوائل باتت تستخدم مادة ” الدخن ” التي تعتبر طعاماً للطيور لصنع الخبز بعد نفاد الطحين من المدينة ، حسب تعبيره ،وتابع قائلاً : ” لا نعلم ماذا سيحل بنا فالقصف مستمر والحصار خانق سواءً من قبل القوات الأمنية أو عناصر التنظيم الذي بات يتعامل معنا بحذر بسبب تذمّر العائلات ”
بدورها تعاني مدينة ديرالزور شرق سورية من حصار خانق تفرضه داعش على المدنيين داخل أحياء الجورة والقصور وهرابش والواقعة ضمن سيطرة قوات الأسد، إذ لا تتوفر مستلزمات الحياة الضرورية، لحوالي أكثر من 200 ألف مدني، وتزداد الحالة سوءاً مع الحصار المستمر منذ ما يقارب السنة والشهرين.