عمر سيف – ديرالزور24
تتسارع الاحداث في ديرالزور كما لم يحدث من قبل، وكأن الجميع استفاق على أهميتها مجددا، فالنفط الذي كان ولايزال نقمة عليها بدل ان يكون نعمة، والذي تسبب بانقسام فصائلها وتناحرها سابقا، ومن ثم سيطرة جبهة النصرة على مواردها وبعدها انسحابها لصالح داعش كل ذلك ربما يكون قد عاد للواجهة مجددا.
نظام الأسد والذي انتعش كعودة الروح اليه بعد ما جرى في حلب، وفتات المليشيات التي عمل نظام الأسد على تجميعها ربما ستكون رأس حربته في محاولته استعادة دير الزور خلال الأسابيع المقبلة.
وتتحدث الأنباء عن تشكيل لواء من أبناء العشائر الموالين لنظام الأسد لاستعادة ديرالزور من داعش بدعم إيراني، بعد خروج ايران خالية الوفاض من كعكة حلب والآستانة تتجه أنظارها إلى ديرالزور لتعويض تلك الخسائر في حال وضع الحل في سوريا في المزاد السياسي الدولي حيث تستخدم نفوذها في المنطقة كورقة ضغط في المفاوضات حول الحل في سوريا.
داعش والتي ربما قرأت الأحداث بشكل صحيح وفي ظل تراجعها وخسائرها في حلب والموصل غيرت من استراتيجيتها وتكتيكها العسكري والإعلامي والسياسي هذه التغيرات جعلت من ديرالزور الهدف القادم لها ومنطلق عملياتها العسكرية.
لذلك بدأت بتجميع قواها وسلاحها الثقيل في محاولة للسيطرة عليها وبالتالي فتح ممرات أخرى لقواتها وعناصرها في حال الانسحاب المتوقع من الموصل والرقة، الى البادية و القلمون وريف حماة.
وبالتالي من أجل الحفاظ على مكتسباته في ديرالزور لذلك فهو يحضر لمعركة طويلة الأمد فيها، ولكي يبعد الخطر عنه بدأ بمعركة المطارات وذلك ليخفف من حدة القصف الجوي الذي يستهدف قواته على الأرض.
حديث أخر يتم تداوله حول عودة الاهتمام الامريكي بالمنطقة، وهذا يعني مزيدا من الحمم وقذائف الطائرات التي لم تتوقف أصلا فوق هذا وذاك، وهناك خطر آخر داهم في طريقه للمنطقة وهو في حال تصدع سد الفرات او افراغه مايعني اغراق المنطقة بالماء وزيادة معاناة الاهالي وانقطاع مصدر رزقهم وتشريدهم حيث لم يبق امامهم أيي مكان يفرون إليه.
مصير ديرالزور يبدو أنه بات يرسم في ظل هدوء باقي الجبهات، هل ستكون وجهة إيران القادمة أم وجهة التحالف ؟، فهل ستدفع مرة اخرى الثمن وتبقى وحدها لتلقى مصيرها.. يتساءل أبناءها؟.