This post is also available in: English
خاص-ديرالزور24
يعتبر حي هرابش هو المدخل الشرقي لمدينة ديرالزور، وتسكنه مئات العوائل التي حوصرت في هذا الحي، حيث يعتبر الحي محاصر كل الجهات بجبهات القتال، فيحده من الشرق جبهة مطار ديرالزورالعسكري ومن الغرب تحده جبهة الصناعة، ومن الشمال النهر وجبهة الحويقة، ومن الجنوب الجبل الذي تتمركز عليه قوات الأسد، ويقسم الحي إلى عدة أحياء فرعية منها حي الداوود الأقرب للجفرة، ثم طب هرابش و حي هرابش.
يعاني هذا الحي من تهميش بسبب عزلته عن مركز المحافظة و الادعاء بصعوبة نقل المواد إليها، و يعاني ظروف أمنية صعبة أصبحت هذه الأحياء قريبة من مرمى نيران داعش،
ولا يمتلك هذا الحي أي بوابة على الدنيا إلا الطريق العسكري الخاص بقوات الأسد، حيث يتم فتحه في الأيام الهادئة (التي لاتوجد فيها معارك بين داعش وقوات الأسد ) لمدة ساعتين صباحاً، باتجاه القصور والجورة وأيضا ساعتين مساء للعودة، في رحلة أقل ما يقال عنها أنها مخيفة.
الحي أيضاً محروم من الخدمات منذ أكثر من سنة حيث لا ماء ولا كهرباء ولا أي شيء يقدمه نظام الأسد، ﻷهل هذا الحي، ولا نعلم كيف استطاع آلاف المدنيين المقيمين فيه الاستمرار والبقاء على قيد الحياة فالحصار فيه يفوق حصار الجورة والقصور بأضعاف إذا ما أضفنا عزلة الحي الجغرافية ووقوعه في وسط مناطق الاشتباك.
ومما يزيد معاناة أهالي الحي استهداف قناصة تنظيم داعش لأهالي الحي، ومنعهم من النزول باتجاه النهر، وأيضا القذائف التي تكاد تكون يومية، وبمنطقة لا يوجد فيها أي خدمات طبية ولا يوجد أي إمكانية لإسعاف الجرحى ليلاً باتجاه مشافي المدينة، تحتاج وبأحسن اﻷحوال يحتاج ﻷكثر من ساعتين ليصل المشفى.
يقوم أهل الحي بتأمين المياه عن طريق سحب المياه من نهر الفرات عبر مضختين، وأنابيب إلى الشوارع الأمنة حيث يقوم اﻷهالي بتوصيلها إلى منازلهم بطرق بدائية ( عربات تدفع باليد ).
أما بالنسبة للخبز فهناك فرن واحد تابع للنظام و يبيع الخبز للمدنيين بسعر مئة ليرة لربطة الخبز، أما الخضار فهي مما يزرع أهالي الحي بأراضيهم وتباع بأسعار عالية جدا فعلى سبيل المثال الكوسا2000والباذنجان 1700، وهذه بعض أسعار المواد التي تتوفر بندرة في الحي، اللحمة 12000 ألفا و لتر الزيت 5000 ليرة، وكيلو السمنة 4000و كيلو السكر 4000، و لتر المازوت 2000و لتر البنزين 4000.
و مع بداية الحصار حاول البعض الخروج من الطريق البري، ولكن ولوجود ألغام تمنع من يريد الهروب من الطريق الأقرب للطريق العسكري على الجبل، و استشهدت أكثر من عاىلة أو أفراد حاولوا الخروج جراء انفجار الألغام بهم.
النظام هو الرابح الوحيد من هذا الحصار حيث استغل هذا الحصار المطبق على الحي للضغط على شبابه واعتقالهم وإجبارهم على الالتحاق بصفوفه حيث لامجال للهروب من الحي، ولامجال للعمل وتوفير مصدر رزق لعوائلهم إلا الالتحاِق بالمليشيات الرديفة لقوات الأسد.