This post is also available in: English
*رامي أبو زين
سيطر تنظيم داعش منذ أكثر من عامين على محافظة دير الزور باستثناء عدة أحياء لا تزال تحت سيطرة النظام ، اتبع التنظيم سياسة ممنهجة في إجبار مدنيين على ترك بيوتهم وارضهم ،فمن فرض الضرائب والغرامات المختلفة التي طالت شتى مجالات الحياة الاقتصادية من المهن و التجارة والزراعة،إلى العقوبات الجائرة التي تتخلل الحياة اليومية للمدنيين التي تتراوح بين السجن وصولاً لحكم الإعدام بأساليب متنوعة خارجة عن نطاق المعقول، وبدوره عمل طيران التحالف على زيادة المعاناة التي يعيشها مدنيو دير الزور.
يتراوح عدد غارات التحالف على محافظة دير الزور مابين 7_ 15غارة يومياً، وفي الآونة الأخيرة قام طيران التحالف بإلقاء مناشير تطلب من الأهالي مغادرة بعض المدن بذريعة أنها ستكون عرضة لصواريخ وقذائف الطيران ، مما دفع بالكثير من أهالي دير الزور إلى البحث عن طريق النجاة من حمم الطيران وسكين التنظيم الذي يقوم بدوره بمنعهم من مغادرة أراضيه تحت ذرائع عدة، مما يدفع بالمدنيين إلى سلوك طرقات ترابية عبر مهربين قاصدين إما مناطق سيطرة النظام أو مناطق أخرى تتبع لقوات سورية الديمقراطية(ق س د ) أو أراضي الجيش الحر.
تكون رحلة الهروب عادة محفوفة بالمخاطر فالتنظيم ينشر حواجزه في مناطق التماس و يزرع المناطق الحدودية الخاضعة لسيطرته بالألغام الأرضية التي تؤدي غالبا إلى الموت أو فقدان أحد الأطراف على أقل تقدير .
بعد رحلة الموت التي يسلكها أبناء دير الزور للخروج من مناطق التنظيم يجدون أنفسهم أمام خيارات عدة تتفاوت في قسوتها فإما الإلتجاء إلى مناطق سيطرة النظام كالحسكة ودمشق ومايترتب عليها من مشقة للوصول ،أو الفرار باتجاه الشمال حيث عليهم أن يخضعوا لقوانين الميلشيات الكردية المتمثلة بقوات سورية الديمقراطية (قسد)والتي تضع قوانين صارمة للتعامل مع أبناء دير الزور على وجه الخصوص.. في طريق الوصول للوجهة المنشودة يعيش أبناء دير الزور أوضاع إنسانية بالغة الصعوبة يفترشون التراب في الصحاري أو الحقول أو الخيم إن وجدت ،لايملكون سوى بعض المال المرصود ثمنا لتكاليف الرحلة محرومين من أدنى مقومات الحياة في ظل انعدام الدواء و النقص الشديد في الغذاء وشرب المياه الملوثة المتوفرة في تلك المناطق .
التنظيم يعاقب كل من يحاول الهروب .
عادة ماتكون هجرة المدنين من مناطق التنظيم بشكل سري لأن التنظيم يمنع السفر خارج اراضيه إلا بموجب موافقة من ديوان الحسبة ،و النظر بأسباب السفر و غالبا ماتقابل الطلبات بالرفض ممايدفع بالمدنين إلى عبور طرقات ترابية صحراوية تفاديا لحواجز التنظيم .
يتعرض البعض للإعتقال من قبل دوريات التنظيم المتنقلة فتكون عقوبتهم إما الجلد أو التشهير أو السجن والغرامة ،أما من ينجح بالعبور لخارج أراضي التنظيم فتكون عقوبته الحجز على جميع ممتلكاته و اعتبارها ضمن أملاك التنظيم .
قسد ترفض دخولهم محافظة الحسكة .
تتبع ميليشيا قوات سورية الديمفراطية(قسد)سياسة خاصة بالتعامل مع أبناء دير الزور الفارين من مناطق داعش فهي تقوم بمنعهم من الدخول الى مناطق سيطرتها إلا ضمن شروط صارمة ، فبمجرد وصول أبناء دير الزور إلى حواجز (قسد)يتم التحقيق معهم والتأكد أنهم ليسو من المطلوبين لقوات (قسد)من ثم يشترط وجود كفيل من اهالي الحسكة لمن يريد الدخول وعادة مايتم دفع مبلغ من المال يتراوح بين 100-200000ليرة سورية كرشوة للموافقة لدخول محافظة الحسكة .أما من لايستوفي الشروط فيوضع بمخيمات على حدود مدينة الحسكة لاتتوفر فيها أدنى مقومات الحياة .
محكمة إعزاز تعتبرهم خلايا نائمة .
أصدرت المحكمة الشرعية المركزية في مدينة إعزاز يوم الأحد 29/5/2016 قرارا بإغلاق جميع المعابر التي تؤدي إلى المدينة بوجه النازحين ومنع دخول أبناء المنطقة الشرقية (دير الزور الرقة) الى مدينة إعزاز وقد تذرعت المحكمة ببيانها أنها بهذا الإجراء تحفظ سلامة أهالي إعزاز حيث اعتبرت أن معظم النازحين من دير الزور عبارة عن خلايا نائمة لداعش كما وصفتهم .
قوات الأسد ترفض دخولهم إلى دمشق .
تقوم قوات الأسد بمنع دخول الفاريين من أراضي التنظيم من أبناء دير الزور إلى مناطق سيطرتها ، فعلى حدود محافظة دمشق و بمنطقة الضمير تحديدا يتم إيقاف النازحين من محافظة دير الزور و إخضاعهم لتحقيق دقيق ينتهي عادة بطلب من قبل العناصر على الحواجز بإيجاد كفيل من دمشق للسماح لهم بالدخول وعادة مايتم فبركة الأمر من قبل عساكر النظام حيث يقدمون أنفسهم ككفلاء للعوائل مقابل مبالغ مالية يجبر على دفعها من يريد الوصول لدمشق يتراوح المبلغ المطلوب بين 300000-500000 ليرة سورية من يتوفر لديه هذا المبلغ الباهظ يستطيع الوصول لغايته ،القسم الأكبر من النازحين يكونون عاجزين عن دفع هذا المبلغ فلا يكون لديهم إلا حلا واحدا وهو المكوث على اطراف دمشق يعيشون ظروف إنسانية كارثية أنهم في العراء الظروف الجوية القاسية انعدام الدواء الكثير من الحالات المرضية انحسار الطعام والشراب .
كل النداءات الإنسانية التي نادت بإنقاذ الأهالي بدير الزور وتوفير العناية الإنسانية لهم ذهبت أدراج الرياح تحت ذريعة معايشتهم لتنظيم داعش.