This post is also available in:
English
تُعدّ هواية صيد السمك من أبرز الأنشطة الشعبية التي ما تزال حاضرة في ذاكرة أهالي دير الزور، حيث يرتبط الصيد بنهر الفرات الذي يشكّل شريان الحياة وروح المدينة منذ عقود طويلة. فمع طلوع الشمس، يتجه عدد من الصيادين الهواة إلى ضفاف النهر حاملين صناراتهم البسيطة وأدواتهم التقليدية، بحثاً عن لحظات هدوء ومتعة بعيداً عن ضجيج الحياة اليومية.
إلا أن هذه الهواية القديمة باتت تواجه تحديات كبيرة في السنوات الأخيرة، أبرزها انتشار الصيد الجائر باستخدام الكهرباء والمتفجرات، ما أدى إلى تراجع أعداد الأسماك وتدمير البيئة المائية في مناطق واسعة من النهر. ويؤكد عدد من الصيادين أن هذه الممارسات غير القانونية لا تؤذي الثروة السمكية فحسب، بل تحرم الصيادين الهواة من ممارسة هوايتهم بأمان وعدالة.
وفي حديثه لشبكة ديرالزور 24 يقول “أبو رعد “، أحد الصيادين من المدينة، إنهم لم يعودوا يجدون في النهر ما كانوا يصيدونه قبل سنوات، فالصيد الجائر قضى على أنواع كثيرة من الأسماك، وأصبحت رحلات الصيد التقليدية مجرد محاولات متكررة بلا جدوى. ويضيف أن استخدام الكهرباء والمتفجرات لا يقتل الأسماك الكبيرة فقط، بل يُفني البيوض وصغار الأسماك، مما ينذر بانقراض العديد من الأنواع المحلية.
من جهتهم، يطالب الصيادون الهواة الجهات المعنية بضرورة تشديد الرقابة على نهر الفرات ومنع استخدام الوسائل المدمّرة للحياة المائية، إلى جانب تفعيل القوانين البيئية وحماية النهر الذي يعد مصدر رزق وتراثاً لأهالي المنطقة.
ورغم الصعوبات، لا يزال عشّاق هذه الهواية متمسكين بها، يرون فيها رمزاً للسلام والصبر والتواصل مع الطبيعة، على أمل أن تعود مياه الفرات كما كانت يوماً، عامرة بالحياة والأسماك، تحفظ توازن الطبيعة وتعيد للمدينة أحد أجمل ملامحها القديمة.









