This post is also available in: English
شن طيران التحالف الدولي “ضد الارهاب” مطلع العام الحالي 2017 عبر طيرانه الحربي حملة ممنهجة على جسور محافظة دير الزور نتج عن تلك الحملة تدمير مايقارب ستة جسورفي المحافظة خلال شهر واحد هي (جسر عين أبوجمعة , جسر البويطية , جسر الميادين , جسر العشارة , جسر الباغوز , جسر السوسة ) فيما يتحمل الطيران الحربي التابع لقوات الأسد والطيران الروسي مسؤولية تدمير باقي جسور المحافظة قبل 2017 ( جسر السياسية , جسر الجورة , جسر كنامات , الجسر المعلق , جسر حلبية وزلبية)
وكانت تلك الجسوربمثابة شرايين حيوية لمحافظة ديرالزور اذ تنقسم المحافظة إلى قسمين متوازيين القسم الجنوبي ويطلق عليه (الشامية) والقسم الشمالي (الجزيرة يفصل بينهما نهر الفرات إلى الضفتين المذكورة (الشامية والجزيرة ) تربط بينهما الجسور المنتشرة في المحافظة والتي قام بتدميرها بحجة الحد من تحركات تنظيم داعش .
خلفت تلك الحملة التي قطعت أوصال المحافظة أزمة اقتصادية لدى أهالي دير الزور إذ تعطلت الحركة بين الضفتين وأصبح نقل البضائع والمواد أمر فائق الصعوبة يرافقه أجورمرتفعة تترتب على البضائع والسلع في نقلها عن طريق العبارات البدائية التي أوجدت للنقل بين الضفتين الأمرالذي انعكس على المواطنين وأنقل كاهلهم . ترافق ذلك بأزمة انسانية سببها تدمير الجسور تمثلت بصعوبة نقل المرضى والجرحى من الضفة الشمالية (الجزيرة) إلى الجنوبية (الشامية) بسبب تركز المرافق والمراكز الصحية في الشامية وشبه انعدامها في الجزيرة
كانت حجة التحالف في قصفه الجسور شل حركة داعش واحتجازهم في نقاط جغرافية محددة ، لكن ماجرى هو تقييد حركة مدنيي دير الزور وتعميق جراحهم, المفارقة التي حصلت في دير الزور أن ذات الطائرات التي دمرت الجسور لتحديد حركة عناصر تنظيم داعش، قامت بسلسلة إنزالات بالمحافظة (وثقها ناشطون ) انتشلت عوائل من تنظيم داعش لعناصر استخبارات في صفوف التنظيم كالإنزال الذي حصل في بادية بلدة البوليل، وإنزال بقرص في الشهر الثامن وإنزال في مدينة الميادين في الخامس من الشهرالتاسع حسب ماذكر موقع RT الروسي.
مسلسل الإنزالات التي نفذها طيران التحالف ووصوله إلى الشخصيات التي يريدها في تنظيم داعش تفند نظريته التي استند عليها في تدمير البنى التحتية وجسور دير الزور ليستطيع إكمال مهمته في “محاربة الارهاب “.
حادثة أخرى عرت مدعي محاربة الارهاب وكشفت المستور وأظهرت نوايا التحالف الدولي والطيران الروسي والتابع لقوات الأسد في تدمير ديرالزور وقتل أبنائها وذلك عندما انطلقت قافلة داعش من جرود عرسال عبرالبادية الشامية المترامية الأطراف ولم يتم استهدافها من قبل التحالف الدولي الذي كان طيرانه يرافق تلك القافلة لعدة أيام حتى وصلت إلى دير الزور، ليصبح من فيها إرهابيا” من جديد حال وصوله إلى دير الزور، ليقتل أبناء دير الزور بحجة محاربة الإرهاب .
تدمير المحافظة وسفك دماء أبنائها الذي بدأه التحالف بتدمير الجسور اتضح عبر تتالي الأحداث أنه مشروع مخطط له وعبر اتفاق مبرم بين التحالف الدولي والطيران (الروسي والتابع لقوات الأسد ) فعبر الأيام والأسابيع الماضية وتحديدا” منذ بداية الشهر التاسع قام الطيران الروسي و التابع لقوات الأسد بإنهاء مابدأه طيران التحالف بتدمير الجسور, حيث شن الطيران الروسي و التابع لقوات الأسد حملة قصف ممنهجة ومكثفة طالت مدن وبلدان و قرى المحافظة شاركهم التحالف تلك الحملة بالتنسيق، والتي أدت إلى تدمير غير مسبوق للمرافق العامة ومنازل المدنين وخلفت مجازرعدة أوقعت مئات الشهداء من أبناء المحافظة كانت النسبة الأعلى للشهداء في تلك المجازر على المعابر النهرية, القصف الشديد والمكثف والذي تركز على الضفة الجنوبية ( الشامية ) دفع الأهالي إلى الفرار الجماعي من المنطقة هربا من الموت المحتم, فكان عليهم الإتجاه عبر المنفذ الوحيد وهو نهر الفرات, حيث المعابر المائية المقامة لنقل الناس والبضائع عبر وسائل بدائية (العبارات المائية – قوارب الصيد الصغيرة ) , شهدت تلك المعابر ازدحاما شديدا نتيجة القصف الوحشي على مدن وبلدات وقرى الشامية لتكون هدفا من جديد لذات الطيران مما خلف أكثر من عشرة مجازر خلال أقل من شهرين عرفت بمجازر المعابر ومنها :
– مجزرة معبرالحوايج المائي 40 شهيد وعشرات الجرحى
– مجزرة معبرالبوليل المائي 36 شهيد وعدد كبير من الجرحى
– مجزرة معبر (العشارة-درنج) المائي 54 شهيد
– مجزرة معبر شامية طابية المائي 6 شهداء
– مجزرة معبر هجين المائي 15 شهيد
– مجزرة معبرالقورية المائي 42 شهيد
– مجزرة معبر بقرص المائي 12 شهيد
– مجزرة معبر الباغوز المائي في البوكمال 12 شهيد
المشروع الذي بدأه التحالف بتدمير جسورمحافظة ديرالزور وماخلفه من معاناة إنسانية وإقتصادية لأبناء الدير أنهاه الروس وقوات الأسد بتدمير محافظتهم وإراقة دمائهم في نفس المكان الذي انطلق منه المشروع, بينما يهيم من نجا من المجازر على وجهه باحثا عن ملجأ آمن يأويه, تاركين ورائهم محافظة فرغت أغلب مدنها وقراها وظلت تنتظر مصيرها المجهول في ظل المتغيرات العسكرية التي فرضها اتفاقا أمريكيا – روسيا لا تزال تفاصيله غامضة.
مقال بقلم:
رامي أبو الزين