وصل عدد المهاجرين إلى أكثر من ٢٠٠٠ شخص خارج مدينة البوكمال ووصولهم إلى أوروبا وتركيا مقسمين بين عائلات وأفراد وكان السبب حيال التزايد المستمر مضايقات داعش وقلة فرص العمل و إنعدام الحياة الإقتصادية نتيجة السياسات التي إنتهجتها داعش ،وأفاد أن عدد من العائلات أثناء مقابلتهم في تركيا -وهم من العوائل التي خرجت من أحياء الجورة والقصور في مدينة ديرالزور ثم لجأت إلى مدينة البوكمال. لتغادر من بعدها إلى تركيا أو أوربا- أن أسباب خروجهم بسبب إنتهاكات وبطش النظام المستمر وقلة الموارد الغذائية وغيرها من إحتياجات الحياة حتى البسيطة منها ومن خلال مسح تبين أن السوق العقارية والتجارية الصغرى توقفت بنسبة 95% بالإضافة إلى الجباية التي فُرضت على المحلات التجارية والصناعية كما أن حركة السوق توقفت بنسبة 85%وخصوصاً بعد أن تم قصف جسر الباغوز و السويعية وكان لهجرة رؤوس الأموال خارج المدينة السبب الأكبر بتراجع السوق العقارية والتجارية.
ومن خلال مقابلات مع إحدى عائلات البوكمال، أبو صبري الذي خرج إلى تركيا بسبب بطش داعش وسيطرتها ،وجهنا له العديد من الأسئلة منها كيف هو حال البوكمال وريفها في ظل سيطرة “الدولة” أي بما يسمى داعش؟أجاب أبو صبري قائلاً:
أن البوكمال وريفها يعاني الكثير بسبب داعش وقراراتها من جميع النواحي بما في ذلك قلة العمل والتعليم وبعد الضربة الجوية من قبل طيران التحالف الدولي وتدمير كامل الجسور في المدينة أصبحت البوكمال مقطعة الأوصال ولم يعد لهم وسيلة سوى نهر الفرات للوصول إلى المدينة أو القرية ولم يكترثوا لطفل أو شيخ فيتم القصاص أمام جميع الناس لإرهابهم ودب الرعب في ضلوعهم وباتت عادة شبه يومية القصاص والرجم و اعتقال الشباب الذي أصبح مصيرهم مجهولاً أما في السجون أو على جبهات القتال وأصبح حال البوكمال يرثى له بسبب عصابات البغدادي
سألنا أبو صبري: ما التكاليف والصعوبات التي تواجه الأهالي في حال التنقل أو خروجهم من المدينة؟
أجاب قائلاً:
إنه من الصعب الخروج من المدينة إلا بموافقة من الوالي حصراً وبعد الحصول على الموافقة هناك مكاتب خاصة للنقل وإنّ تكلفة الوصول إلى تركيا تصل لما يقارب ٢٠٠$ لكل شخص
كما سألناه ما هو رأي أهالي المدينة بداعش وما هي الخدمات التي قدمتها للمدينة وريفها؟
أجاب أبو صبري:
أنه هناك خدمات ولكن على حساب الأهالي ويترتب على كل منزل دفع مبلغ وقدره ١٠٠$ ويدفع هذه المبلغ لخدمات الكهرباء والماء والتلفونات وخدمات النظافة أيضا ويترتب على أصحاب المحلات كما يترتب على غيرهم حيث أن الكهرباء في المدينة تعمل على المولدات أما في مقرات داعش تعمل الكهرباء بشكل نظامي وبعض المناطق يصل إليها الماء بينما في المناطق البعيدة لا يصلها ماء ما يضطر الأهالي إلى شراء الماء بمبلغ وقدره ١٠٠ل.س
لابد من الجيش الحر أن يضرب بيد من حديد لقمع المرتزقة المدعوة بداعش أننا لا نقبل بحكم مرتزقة من خارج سوريا ونشد على يد الجيش الحر للقضاء على عصابة البغدادي على حد تعبير أبو صبري
كان سؤالنا الأخير لأبو صبري, ما هو حال التعليم في ضل سيطرة داعش
قال أبو صبري:
أن التعليم لم يعد موجوداً في البوكمال , فقد دمرت الأجيال على مدار الخمسة سنوات من عمر الثورة كما أن داعش اليوم تمنع التعليم وأصبحت المدارس سوقاً لهم وطلبَ من المدرسين تقديم استقالتهم.
ختم كلامه أبو صبري قائلاً:
البوكمال وريفها تسيطر عليها عصابات المرتزقة كما يحملون غايات كبيرة وقادتهم كثر.