اتسمت كل محافظة سورية برمز يتذكره السوريين في بداية ثورتهم, أما في ديرالزور فكان بطل الرواية هو طابع المكان والذي تمثل بمسجد عثمان بن عفان في ديرالزور. كما هو الجامع العمري في درعا.
ففي مثل هذا اليوم عام2011 استطاع مجموعة من الناشطين في العمل الثوري, التنسيق لعمل مظاهرة بعدما وصلت لمسامع أحرار ديرالزور أفعال قوات الأسد في درعا والممارسات التي استخدمها نظام الأسد ضدهم.
اختار الناشطون مسجد عثمان بن عفان في حي المطار القديم و مجموعة أخرى من الناشطين اختاروا مسجد الصفا في حي العمال.
هذا اليوم من عام 2011 أطلق عليه اسم “جمعة العزة” استطاعت المجموعة التي اختارت مسجد عثمان بن عفان نقطة انطلاق لها, أن يخرجوا بعد الصلاة ويجمعون أنفسهم, وبدأت الهتافات “سلمية و حرية” كما هتفوا هتافات نصرة لدرعا “درعا تنادي درعا تنادي و ينك و ينك يا ابن بلادي”, والتحق بهذه المظاهرة أثناء مسيرها, التواقين للحرية من أبناء ديرالزور و استطاعوا الوصول إلى الشارع الرئيسي ليزداد عدد المتظاهرين وإكمال المسير بهذه المظاهرة إلى أن جاء عناصر قوات الأسد ومليشيات تابعة لهم بحافلات وحاولوا اعتراض المتظاهرين وقمعهم, قام المتظاهرون بتغيير وجهة مسيرهم في محاولة منهم لتجنب الاصطدام مع قوات الأسد, ولكن قوات الأسد والميليشيا التابعة لهم بتطويق المظاهرة والهجوم عليهم لتفريقهم وقاموا باعتقال عدد من الناشطين والمتظاهرين وكان اغلبهم طلاب جامعيين .
أما المجموعة الثانية والتي كان مركز انطلاقها مسجد الصفا في حي العمال, فقد أجهضت في مكانها وتم اعتقال عدد من الناشطين, ومنهم أطباء اثنين و طلبة جامعيين وقد تعرضوا لضرب مبرح من قبل المليشيات التابعة لقوات الأسد وتسليمهم لمراكز الأمن التابعة لقوات الأسد, ولكن هناك من استطاع الهرب والالتحاق بالمظاهرة الثانية التي انطلقت من مسجد عثمان بن عفان.
وقد كان ومازال لمسجد عثمان بن عفان له شأن كبير ومكانة في قلوب أهالي ديرالزور, لدوره الكبير في انطلاق شرارة الثورة في ديرالزور وهذا الأمر سبب إزعاج لقوات الأسد ليصدروا قراراً بإغلاق المسجد في الشهر الخامس من العام ذاته, ليرد الأهالي على هذا القرار بالاعتصام أمام المسجد مطالبين بالإفراج عن المعتقلين وإعادة فتح المسجد, جيث لم تجد قوات الأسد وسيلةً سوى الرضوخ والإستجابة لمطالب الأهالي بعد استمرار الاعتصام لثلاثة الأيام.
ثم عادت المظاهرات للإنطلاق من مسجد عثمان بن عفان لتلتقي مع المظاهرات الأخرى التي تنطلق من باقي المساجد لتصل محاور التظاهرات في المدينة إلى أحد عشر محوراً تتجه إلى ساحة الحرية في وسط المدينة.
ولكن قوات الأسد صبّت جام حقدها على المدينة وعلى المسجد عند اقتحام محافظة ديرالزور في شهر آب من عام 2011 لتقوم قوات الأسد بقصف مسجد عثمان بن عفان وتدمير مئذنته .