مع اندلاع الثورة السورية كان من الطبيعي ألا تتأخر دير الزور عن الدخول بقوة في الحراك الشعبي الذي كان أهل المدينة ينتظرونه منذ زمن لما ذاقوه على يد قوات الأسد من ظلم وقهر وإهمال.
فوجدوا كغيرهم من السورين في الثورة السورية، الفرصة الحقيقية للتعبير عن غضبهم ورفضهم لهذا النظام المجرم، فثارت المدينة بكبيرها وصغيرها، مدينةً وريفاً، ونافست أخواتها السوريات في مظاهراتهم.
لم تتأخر الفزعة الديرية حيث خرجت المظاهرة الأولى من جامع عثمان بن عفان في حي المطار القديم، وكان عدد المتظاهرين وقتها لا يتجاوز السبعين متظاهراً.
بعد أن اكتشفت قوات الأسد أن العصي لم تعد تجدي، قامت باستخدام الرصاص ليسقط شهداء ثورة ديرالزور الأوائل واحدا تلو الآخر، ولكن استشهاد “معاذ الركاض” في مظاهرات حي الجورة بتاريخ 2011/06/3، كان مرحلة مفصلية في تاريخ الثورة بدير الزور، فقد شيعه إلى مثواه الأخير أكثر من مئة ألف ثائر في مظاهرة لم يكن لقوات الأسد تواجد فيها، ما شجع الثوار على النزول بعد دفن الشهيد معاذ الركاض إلى شوارع المدينة في مظاهرة كسرت كل حواجز الخوف.
شكّل استشهاد معاذ الركاض نقطة تحوّل في حراك المحافظة، فقد بدأت المظاهرات المسائيّة التي تطورت لاحقاً لتغدو اعتصامات، فقد بدأت المظاهرات المسائية والتي كانت تخرج من معظم أحياء المدينة: المطار القديم، العرفي، الحويقة، القصور، الجبيلة، البوسرايا، الحميدية.
في تلك الأيام، كان جميع من في البلد يهتفون بصوت واحد: الشعب السوري واحد، وهي لله لا للسلطة ولا للجاه، والله وسوريا وحرية وبس، ويلعن روحك يا حافظ، إضافة إلى أغاني الثورة مثل “يلا إرحل يا بشار، وسوريا بدا حرية.