كانت دير الزور أرض المفاجآت للنظام السوري فمنذ اندلاع الثورة في سوريا تصدرت المحافظة المشهد السوري و كانت من المناطق الاكثر تظاهراً، كما كانت السباقة في العمل العسكري في خطوة من أبنائها لحماية المدنيين والمتظاهرين العزل من بطش النظام وفروعه الأمنية حتى أنها أول من فتح باب اسقاط طائرات الميغ في سوريا.
فبعد أن فشلت فروع الأسد الأمنية بمقع المظاهرات في المحافظة لجأ النظام إلى إقحام الجيش فكان من بين خياراته “أسد بابا عمرو” كما يحلو لمؤيدي النظام مناداته، العقيد علي خزام من مواليد 1966 مدينة القرداحة في محافظة اللاذقية الساحلية مسقط رأس بشار الأسد.
كان خزام مقرباً من شقيق بشار الأكبر باسل الأسد وبعد وفاته أصبح الذراع الأيمن لماهر الأسد قائد الفرقة الرابعة، على خلاف زملائه الضباط كان علي خزام معروفاً بشجاعته وجرأته مما جعل النظام يعتمد عليه في أغلب المحافظات السورية لمواجهة الجيش الحر. شكل خزام مجموعة تتكون من خمسين عنصراً انتقاهم جميعهم بشكل دقيق من الضباط وصف الضباط من أبناء الطائفة العلوية. تنقل مع مجموعته في أغلب المحافظات السورية تاركاً بصمته الإجرامية خلفه تشهد على الحقد الطائفي الدفين الذي يكنه للسوريين، فكان ريف دمشق خير شاهدٍ على مدى اجرامه، وكان يظهر في بعض الصور واقفاً على جثث المدنيين.
جرائمه في ريف دمشق جعلت منه بطلاً قومياً بعين العلويين مما استدعى النظام لإرساله إلى حمص حي بابا عمرو تحديداً فاستطاع علي خزام برفقة مجموعته دخول الحي الذي عجز عنه النظام لفترة طويلة فأطلق عليه أنصار النظام لقبه “أسد بابا عمرو”. خضع خزام لدورة تدريبية لدى الحرس الثوري الايراني لمدة تسعة أشهر عاد بعدها في مطلع صيف 2012 ليكون ذراع القتل والتدمير الطائفي الذي ينتهجه النظام منذ اندلاع الأحداث. ففي محاولة من النظام للسيطرة على مدينة دير الزور قام بتجهيز حملة عسكرية ضخمة، يقول أحمد السالم أحد الناشطين وعنصر سابق في الجيش الحر:
“اختار النظام مجموعة من اللواء 105 حرس جمهوري بقيادة العميد عصام زهر الدين والعقيد علي خزام لاقتحام المدينة، فاتخذوا من مدينة السخنة في البادية السورية نقطة تجمع لأرتالهم القادمة من دمشق والانطلاق باتجاه دير الزور بقوة قوامها 2300 عنصراً مدججين بالسلاح وما يقارب 150 آلية ثقيلة بين دبابة وعربة ب م ب”.
علي خزام وكما فعل في بابا عمرو احتجز المدنيين الداخلين والخارجين من دير الزور واستخدامهم كدروع بشرية ليدخل دير الزور، حيث بدأ حملته بتاريخ 25-9-2012 فقام بقتل ما يقارب 400 مدني بينهم نساء وأطفال وحرق جثثهم بعد أن أجبرهم على المسير أمام الجيش من طريق الحرش بالقرب من مقبرة دير الزور ليدخل بعدها وتندلع المعارك مع الجيش الحر.
كان هدف النظام السيطرة على أحياء الجورة والقصور والموظفين والجبيلة ليكون بذلك قد سيطر على نصف المدينة لكنه فشل في ما خطط له.
ثلاثة أيام فقط هي ما عاشها علي خزام في دير الزور حيث استطاع الحيش الحر قنصه بطلقة بالرأس في منطقة الجبيلة لكن النظام أخر اعلان مقتله حتى السادس من تشرين الأول ليصادف مع ذكرى حرب تشرين ليكون أيقونة وطنية بعين مؤيدي النظام.
استمرت المعركة 27 يوماً بعدها استطاع الجيش الحر خلالها صد هجوم قوات النخبة وقتل ما يقارب 400 عنصراً وفقد ما أكده أحد الممرضين في المشفى العسكري آنذاك.